أكدت منظمة الصحة العالمية أن ظهور مرض السل مرة أخرى كأكبر الأمراض المعدية القاتلة متجاوزًا الفايروس المتحور “كوفيد – 19”. كشفت المنظمة عن إصابة 8.2 ملايين شخص بمرض السل في عام 2023، مما يعتبر أعلى عدد من الإصابات المسجلة منذ بداية مراقبة السل في عام 1995. يمثل هذا زيادة ملحوظة مقارنة بالإصابات السابقة التي بلغت 7.5 ملايين حالة في عام 2022.

وتضمن التقرير أن الهند والصين وإندونيسيا وباكستان تعتبر البلدان الأكثر تضررًا من مرض السل، حيث بلغت نسبة الإصابة فيها 55٪ من الرجال، و33٪ من النساء، و12٪ من الأطفال والمراهقين. ورجعت المنظمة حالات الإصابة بمرض السل إلى خمسة عوامل رئيسية خطرة، وهي: سوء التغذية، والإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، واضطرابات تعاطي الكحول، والتدخين، ومرض السكري.

تتطلب مكافحة مرض السل جهوداً مشتركة وشاملة من جميع الجهات المعنية، بدءًا من توفير التغذية السليمة والوقاية من الأمراض الأخرى، إلى التوعية بأخطار التدخين وتعاطي الكحول. يجب التركيز على تحسين نوعية الرعاية الصحية وزيادة الوعي بأهمية إجراء الفحوصات المنتظمة للكشف عن الإصابة بمرض السل، بحيث يمكن العلاج المبكر والوقائي.

من المهم أن تعمل الحكومات والمنظمات الصحية على توفير الرعاية الصحية اللازمة للمصابين بمرض السل، بالإضافة إلى توفير اللقاحات والأدوية اللازمة للوقاية والعلاج. يجب أن تتضافر الجهود من أجل محاربة هذا المرض العتيق وتقديم الدعم اللازم للأفراد المتضررين، سواء من خلال برامج تثقيفية أو الوصول إلى الخدمات الطبية على نطاق واسع.

على الفرد أن يتخذ الاحتياطات الصحية اللازمة للوقاية من مرض السل، مثل تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن والابتعاد عن سوء التغذية. كما ينبغي عليه الامتناع عن التدخين وتعاطي الكحول، والتوجه إلى الأطباء للكشف المبكر عن الأعراض المحتملة للإصابة بمرض السل للحصول على العلاج اللازم في الوقت المناسب.

يجب على المجتمع الدولي الاتحاد والتعاون من أجل الحد من انتشار مرض السل والحفاظ على صحة السكان العالمي. يجب تعزيز التوعية والتثقيف الصحي، بالإضافة إلى دعم البحث الطبي لابتكار علاجات فعالة ولقاحات وقائية تساهم في القضاء على هذا المرض وتحقيق أهداف التنمية المستدامة المرتبطة بصحة الإنسان.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.