تناولت وسائل الإعلام الدولية حالة الإنكار التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي حيال الحرب المستمرة في غزة، مشيرة إلى أن تحويل الأنظار نحو إيران لا يمكنه إخفاء الواقع المأساوي الذي يعاني منه الفلسطينيون في القطاع. وفي تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أُشير إلى أن الإسرائيليين يواجهون صعوبة في الاعتراف بالبشاعة المستمرة في غزة، حيث لا تزال العمليات العسكرية تشمل القصف والحصار وتجويع السكان، مما يثير حالة من الإنكار أمام حقائق مروعة يصعب تقبلها. من المهم أن نلاحظ أن الحرب في غزة ليست مجرد حدث إعلامي، بل هي واقع مؤلم يعيشه سكان القطاع، وهو أيضاً مرتبط بالتوترات الإقليمية الأخرى.

في السياق نفسه، حذر المحلل جان بيير فليلو من تداعيات الحرب المستمرة على شمال غزة في مقال له في صحيفة “لوموند”، مشيراً إلى أن الحصار الإعلامي المفروض من قبل الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من عام يزيد من مخاطر تفاقم الأوضاع الإنسانية. ويعكس هذا الحصار حالة من القلق العميق حيال ما يجري في غزة، حيث يتم تجاهل المعاناة الإنسانية المتزايدة، مما يدفع إلى تصاعد المخاوف من تداعيات أكمل على السكان المدنيين. إن هذه الظروف المعقدة تعكس عدم استجابة المجتمع الإسرائيلي بشكل مناسب لما يحدث في غزة، وهو ما يثير تساؤلات حول أخلاقيات الحرب والسياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.

من جهة أخرى، نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” عن عدد من الدول الغربية والآسيوية الكبرى قلقها بشأن مشروع قانون في الكنيست الإسرائيلي يهدف إلى حظر نشاطات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وقد حذر وزراء خارجية هذه الدول من العواقب الإنسانية الخطيرة لمثل هذه الخطوة، معتبرين أن ذلك يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في غزة. إن هذا التحذير يشير إلى أهمية الدور الذي تلعبه الأونروا في تقديم الإغاثة والدعم للاجئين الفلسطينيين، فضلاً عن ضرورة الحفاظ على حقوق الإنسان وسط النزاع.

في اتجاه متصل، تناولت صحيفة “جيروزاليم بوست” العلاقة بين الهجوم الإسرائيلي المحدود على إيران والانتخابات الأميركية القادمة. حيث تشدد الصحيفة على أن إسرائيل لا يمكنها تحمل مخاطر الدخول في حرب مع إيران في الوقت الحالي. ومن المهم أن نلاحظ أن أي تصعيد من جانب إسرائيل في هذا السياق يمكن أن يُفهم على أنه تجاهل لمطالب الإدارة الأميركية الحالية برئاسة جو بايدن، مما قد يؤدي إلى عواقب سياسية وخيمة في الضغوط الدولية على إسرائيل.

كما أشارت “وول ستريت جورنال” إلى أن الهجوم الإسرائيلي ظل ضمن الحدود التي وضعها بايدن، محذرة من أن هذا قد يفتح المجال لهجوم أقوى في المستقبل. وقد يكون التصعيد في الهجمات الإسرائيلية مؤشرًا على تغيرات استراتيجية في السياسة الإسرائيلية، التي قد تتجه نحو مزيد من العدوانية في المنطقة. إن التعقيدات التي تحيط بموقف بايدن في الشرق الأوسط تشجع على المزيد من عدم اليقين بشأن ردود الفعل الأمريكية والانعكاسات المحتملة على العلاقات الإسرائيلية الأميركية.

وختم الكاتب إيشان ثارور في “واشنطن بوست” بالتأكيد على أن الرئيس الأميركي القادم، مهما كان من يكون، سيواجه منطقة في حالة من إعادة التشكيل. وتظل إسرائيل في موقف متوتر وسط منافسة إقليمية متزايدة، مما يعكس الوضع المعقد الذي يرتبط بإعادة تشكيل التحالفات السياسية والاقتصادية في المنطقة. إن عدم الاستقرار المتوقع في الشرق الأوسط، بشقيه الإقليمي والدولي، قد يعني استمرار الأزمات والصراعات، وهو ما يضع المنطقة في حالة من الترقب والقلق مستقبلاً.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.