تُعتبر الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع إجراؤها في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل حدثًا بارزًا في التاريخ السياسي للولايات المتحدة، حيث يتنافس فيها الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب للفوز بمقعد الرئيس. لكن هذه الانتخابات لا تقتصر فقط على الصراع بين المرشحين، بل يُجرى أيضًا تصويت شامل على جميع المقاعد البالغ عددها 435 في مجلس النواب و34 من أصل 100 مقعد في مجلس الشيوخ. تُعَد نتائج انتخابات الكونغرس هامة لأنها ستحدد توازن القوى بشكل قد يؤثر على السياسات الأمريكية لسنوات قادمة، خاصة في ظل الاستقطاب الشديد حول قضايا عدة مثل الإجهاض والهجرة.

مجلس النواب الأمريكي سيشهد انتخابات على جميع مقاعده، حيث يسعى الجمهوريون للدفاع عن أغلب مقاعدهم البالغ عددها 222 مقعدًا، بينما يمتلك الديمقراطيون 213 مقعدًا. تحتاج الأحزاب لتجاوز 218 مقعدًا لتأمين الأغلبية. تقارير استطلاعات الرأي تشير إلى أن الجمهوريين يتمتعون بمقاعد مضمونة قدرها 206، بينما يضمن الديمقراطيون 205، مما يترك 24 مقعدًا في دوائر انتخابية شديدة التنافس. يُرجح أن يحصل الديمقراطيون على 6 مقاعد إضافية ما يزيد من حظوظهم في السيطرة على المجلس، خاصة بفضل إعادة رسم بعض الدوائر الانتخابية.

فيما يتعلق بمجلس الشيوخ، تعتبر الحكومة الديمقراطية قائمةً على أغلبية ضئيلة بـ51 مقعدًا مقابل 49 للجمهوريين. ومن بين الـ34 مقعدًا التي سيتم انتخابها، يشغل الديمقراطيون 24 منها، بينما يُحافِظ الجمهوريون على 10 مقاعد فقط. استطلاعات الرأي تشير إلى أن الجمهوريين قد يحققون مكاسب جديدة، حيث يحتاج الحزب إلى كسب 2 فقط للوصول إلى الأغلبية، مما يتيح للمرشح الجمهوري تقوية قبضته على المجلس.

التحديات أمام الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تتفاقم بشكل خاص، حيث يُدافع الحزب عن 24 مقعدًا من أصل 34، والتي تشمل 4 مقاعد في ولايات فاز بها ترامب في الانتخابات السابقة. مقارنةً بذلك، لا يوجد مقاعد مهددة للجمهوريين في الولايات التي فاز بها بايدن. التحليلات تُظهر أن نتائج الانتخابات الرئاسية والمؤسسية ستميل بشكل متزايد نحو مواقف الحزب الجمهوري في الولايات المتأرجحة، مما يزيد من صعوبة مهمة الديمقراطيين في الحفاظ على مواقعهم.

الحسابات تجعل الوضع أكثر تعقيدًا بالنسبة للجمهوريين، الذين يسعون للنجاح في ولايات مثل مونتانا وفرجينيا الغربية وأوهايو. تشير التوقعات إلى أن هذه الولايات قد تتجه نحو دعم الجمهوريين، وبالتالي يؤثر ذلك في مجمل هيكلية المجلسين في الكونغرس. الاستقطاب الحاد في ولاية تلو الأخرى يبرز أهمية نتائج هذه الانتخابات حيث تتقارب نتائج انتخابات الكونغرس مع نتائج الانتخابات الرئاسية، مما يضع مزيدًا من الضغوط على الحزب الديمقراطي.

في الختام، رغم الضجيج المحيط بالحملة الانتخابية الرئاسية، تبقى نتائج انتخابات الكونغرس حاسمة، إذ لا يمكن للرئيس المقبل تنفيذ وعوده السياسية إلا بدعم أغلبية إحدى غرفتي الكونغرس. هذه الانتخابات ستمثل نقطة تحول مهمة في المستقبل السياسي للولايات المتحدة، وتعكس التغيرات في توازن القوى والاستقطاب الذي يشهده المجتمع الأمريكي في الوقت الراهن.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.