تكشفت تفاصيل معارك صعبة خاضتها القوات الإسرائيلية ضد مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان، وذلك وفقًا لتصريحات المراسل العسكري للقناة الـ13 الإسرائيلية، أور هيلر. حيث أشار إلى أن قوة من لواء 228 احتياط دخلت منطقة مكونة من مجموعة مبانٍ في “قرية شيعية”، لتسفر المعارك عن سقوط عدة قتلى وإصابة 14 آخرين، من بينهم 5 إصابات خطيرة. واستخدم الجيش الإسرائيلي جرافة من نوع “دي 9” لهدم المبنى الذي كان يتحصن فيه مقاتلو حزب الله، محاولاً استعادة السيطرة في صدام اعتبره “صعبًا للغاية”. كما أبلغ هيلر أن عمليات إجلاء المصابين استغرقت وقتًا طويلًا، ولم تنتهِ حتى الساعة الخامسة صباحًا.

من جانب آخر، كشف مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ14، هيل بيتون روزين، أن العملية استمرت حوالي 12 ساعة. وأفاد أن الجنود اضطروا للقتال تحت نيران العدو لإنقاذ رفاقهم، وإذا ما تسببت بعض انهيارات المبنى في تعقيد جهود الإنقاذ. يُظهر هذا الوضع حجم التحديات التي تواجهها القوات الإسرائيلية في تنفيذ عملياتها في مناطق ذات طابع معقد، مع وجود مقاتلين من حزب الله الذين يتمتعون بكفاءة في حرب الشوارع.

في سياق متصل، سلطت مقدمة البرامج السياسية في القناة الـ18، أوفيرا أسياج، الضوء على معاناة الجيش الإسرائيلي، بذكرها مقتل 13 جندياً خلال 36 ساعة من المعارك في لبنان وغزة. ولفتت إلى وجود 101 أسير لا يزالون محبوسين في غزة بعد مرور عام على هجمات السابع من أكتوبر. وتعكس هذه الأرقام حجم التضحيات البشرية التي قدمها الجيش الإسرائيلي، والتي تؤثر بشكل عميق على الرأي العام والسياسي في البلاد.

في حادثة مثيرة، أظهرت احتجاجات عائلات الأسرى والقتلى خلال خطاب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في ذكرى السابع من أكتوبر. فقد قام أحد أفراد الأسر، نير تمام، والذي فقد والده نتيجة صاروخ عام 2006، بمقاطعة خطاب نتنياهو، معبرًا عن إحباط العائلات وتعامل الحكومة معهم. تعبر هذه المواقف عن حالة من الاستياء والتوتر العام، خصوصًا في ضوء الكم الهائل من الخسائر التي تكبدتها البلاد في السنوات الأخيرة.

علاوة على ذلك، انتقد قائد المنطقة الشمالية السابق، اللواء احتياط يوسي بيلد، ما وصفه بـ “المأساة” التي شهدتها إسرائيل، مطالبًا بمحاسبة المسؤولين في القيادة السياسية والعسكرية، بما في ذلك رئيس الأركان وقائد المنطقة الجنوبية. ودعا بيلد إلى الإطاحة برئيس الحكومة، مما يعكس أزمة الثقة بين الجمهور وقيادته، والتي تتعزز باستمرار في ظل الظروف المعقدة.

وأخيرًا، لم تقتصر الأحداث على الجبهة الشمالية، حيث حصل حادث منفصل في تل أبيب عندما اقتحمت شاحنة محطة للحافلات، مما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين. وأوضح مسؤول من الشرطة أن الإصابات الطفيفة كانت في معظمها داخل الحافلة، بينما جاءت الإصابات الخطيرة والمتوسطة نتيجة الاصطدام المباشر بالشاحنة. هذه الأحداث المتتالية تعكس التوتر العام في إسرائيل وصعوبة الوضع الأمني، مما يزيد من الضغط على الحكومة والجيش في التعامل مع ما يجري داخليًا وخارجيًا.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.