تراجعت أسعار الذهب اليوم تحت ضغط من قوة الدولار الأمريكي، بينما يترقب المستثمرون مؤشرات جديدة بشأن مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي). وقد انخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.5% إلى 2732.90 دولار للأوقية (الأونصة)، وانخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.33% إلى 2745.30 دولار للأوقية. وارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.2%، مما يجعل الذهب أقل جاذبية لحائزي العملات الأخرى، بالإضافة إلى ارتفاع العائد على سندات الخزانة الأمريكية.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تترقب الأسواق المالية مؤشرات جديدة بشأن السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على اتجاهات الذهب والدولار. ويعتبر الذهب من الملاذات الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرون في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي أو السياسي، ولكن قوة الدولار تقلل من جاذبيته كبديل للاستثمار. وبالنظر إلى الارتفاع المستمر للدولار والعائد على السندات الخزانة الأمريكية، يتوقع البعض استمرار تراجع أسعار الذهب في الفترة القادمة.
يعزى تراجع أسعار الذهب أيضاً إلى تحسن آمال المستثمرين بشأن تعافي الاقتصاد العالمي بفعل اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، مما دفع بعض المستثمرين للتحول إلى الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم وتقليل استثماراتهم في الذهب كملاذ آمن. ويعتبر الذهب واحداً من الأصول الإقليمية الشهيرة في العالم، حيث يعتبر مثل هذا التحويل للأصول الأخرى علامة إيجابية على الثقة بالاقتصاد العالمي في ظل التحسن المتوقع بسبب توزيع اللقاحات.
وتأتي تلك التحركات في سوق الذهب في إطار انخفاض أسعار السلع الأولية الأخرى، مثل النفط، الذي شهد تأثراً بالانخفاض الحاد في الطلب العالمي نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي وتداعيات جائحة كورونا. ويبدو أن المستثمرين يتجهون نحو الأصول التي تعتبر أقل مخاطرة وأكثر استقراراً في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة، ما قد يعمل على دفع الذهب وغيره من السلع الأولية نحو التراجع.
إدراكاً من المستثمرين للوضع القائم، يتوقع البعض استمرار تراجع أسعار الذهب في المستقبل القريب، خاصة في ظل ارتفاع الدولار الأمريكي والعائد على السندات الخزانة. ومع الانتعاش المتوقع للاقتصاد عالمياً بفعل اللقاحات، قد يستمر تحويل المستثمرين إلى الأصول الأخرى على حساب الذهب. وعلى الرغم من ذلك، يجب على المستثمرين أن يبقوا يتابعون عن كثب التطورات الاقتصادية والسياسية لحظة بلحظة لضمان اتخاذ القرارت الاستثمارية المناسبة.
