تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة، مما أسفر عن أزمة إنسانية غير مسبوقة. تغطي التقارير الإخبارية العالمية جوانب متعددة من هذه الأزمة، حيث تشير صحيفة “واشنطن بوست” إلى أن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص، معظمهم من الأطفال والنساء، في ظل دخول الهجوم على المنطقة المحاصرة أسبوعه الثالث. كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، معاناة الفلسطينيين، واعتبرها “لا تطاق”، مما يعكس حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها السكان في غزة.
نوّهت صحيفة “لوموند” الفرنسية إلى ما أسمته الحرب الجديدة التي يشنها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على شمال غزة، مشيرة إلى التصعيد الذي شهدته المنطقة رغم مقتل زعيم حركة حماس، يحيى السنوار. تسلط الصحيفة الضوء على التدمير الذي لحق بالبنى التحتية والحياة اليومية للفلسطينيين نتيجة العمليات العسكرية، بالإضافة للحصار الإعلامي المفروض على القطاع، مما يجعل الوصول إلى المعلومات عن الوضع الداخلي في غزة صعباً.
علاوة على ذلك، نقلت الصحيفة البريطانية “الغارديان” عن وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، هاميش فالكونر، تحذيره من أن سمعة إسرائيل ستتعرض لأضرار جسيمة إذا ما استمر الكنيست في متابعة مشاريع قوانين تشدد الحظر على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وأكد فالكونر أن هذه الخطوات ستزيد من تفاقم الوضع الإنساني في غزة، التي تعاني بالفعل من أزمة خانقة، مما يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً لإنقاذ حياة المدنيين.
على الجبهة الداخلية، حذرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية من مخاطر الهجرة الجماعية للعقول والخبراء في مجالات التكنولوجيا والطب من إسرائيل، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى دوامة من الانهيار الاقتصادي. إذ نقلت الصحيفة عن خبير اقتصادي أن الهجرة كانت تزداد حتى قبل عام ونصف، والآن، مع تفاقم الأوضاع، بات هذا الخطر أكبر وأحدث تأثيرات سلبية على الاقتصاد الإسرائيلي.
وبينما تستمر الأزمات في المنطقة، أشار تقرير لموقع “ميديا بارت” الفرنسي إلى معاناة اللاجئين السوريين الذين يعبرون الحدود إلى سوريا هرباً من الحروب المستمرة. ينقل التقرير مخاطر التهجير الآني الذي يتعرض له هؤلاء اللاجئون، حيث أظهرت الإحصائيات أن أكثر من 176 ألف سوري و63 ألف لبناني فروا إلى سوريا منذ سبتمبر/أيلول الماضي، مما يسلط الضوء على عمق أزمات الهجرة التي تضرب المنطقة.
في الختام، تعكس هذه التغطيات الإعلامية السلبية تبعات الحرب والتوترات في المنطقة، مما يستدعي ضرورة البحث عن حلول عاجلة تضمن السلام وتخفف من معانات المدنيين في كل من غزة ولبنان وسوريا. إن التحديات الإنسانية الراهنة تتطلب تكاتف الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار وتقديم الإغاثة اللازمة للمتأثرين.