لعب الناخبون اليهود في الولايات المتحدة دوراً بارزاً في العديد من الانتخابات الرئاسية، رغم أن نسبتهم تشمل حوالي 2.4% فقط من السكان. يمكن أن يترجم هذا العدد المحدود من الناخبين إلى قوة تصويتية مؤثرة، خاصة في الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا وأريزونا. يعيش العديد من اليهود الأميركيين في الولايات مثل نيويورك، نيوجيرسي، كاليفورنيا، وكذلك فلوريدا، حيث تأتي هذه الولايات بمعدلات تصويت تقليدية لصالح الديمقراطيين. يساهم اليهود في زيادة نسبة الأصوات في هذه الولايات المتأرجحة، حيث تمثل أصواتهم نسبة مهمة من الإحصائيات العامة، مما يبرز أهميتهم في انتخابات الرئاسة المقبلة.

تكشف الأرقام عن أن ولاية بنسلفانيا تعتبر أكبر الولايات المتأرجحة، حيث يوجد بها ما يزيد عن 300 ألف ناخب يهودي، مما يمثل حوالي 3% من إجمالي أصوات الناخبين في هذه الولاية. في الإحصاءات الأخيرة، فاز ترامب بولاية بنسلفانيا في عام 2016 بفارق ضئيل، بينما حقق بايدن الفوز في عام 2020 بفارق أكبر قليلاً. هذا يبين تأثير اليهود كمجموعة انتخابية ذات وزن في نتيجة الانتخابات حيث يمكن لصوتهم أن يحدث الفارق الحاسم في الولايات التي تحسم الانتخابات.

تظهر ولاية أريزونا التي تحتل المرتبة الثانية في عدد الناخبين اليهود وتعد من الولايات المتأرجحة، حيث يبلغ عددهم حوالي 125 ألف يهودي، مما يمثل أكثر من 2% من إجمالي الناخبين هناك. لذا، فإن تصويت هذه المجموعة يمكن أن يؤثر البلاد نحو اتجاه معين. تكررت المواقف الانتخابية في هذه الولاية بين ترامب وبايدن، حيث فاز ترامب بفارق 90 ألف صوت في انتخابات 2016، بينما كان الفارق ضئيلاً جداً لصالح بايدن في انتخابات 2020.

تدور النقاشات في هذه الدورة الانتخابية حول تأثير قضايا السياسة الإسرائيلية على اختيارات الناخبين اليهود. رغم أن إسرائيل تمثل قضية محورية لليهود الأميركيين، فإن الدعم الثابت من كلا الحزبين قد يجعلها تبدو قضية هامشية نوعاً ما. يتوقع بعض الناخبين اليهود، مثل روبي غريشتاين، أن الاستمرار في دعم إسرائيل سيكون مضمونًا سواء فاز بايدن أو ترامب، لكن في ذات الوقت يعبر البعض عن قلقهم من تصاعد معاداة السامية في بعض أجزاء الحزب الديمقراطي.

يواجه ترامب تحديات حقيقية مع الناخبين اليهود، فبينما ظل يؤمن بقدرته على جذب أصواتهم بعد اتخاذ خطوات أكبر لدعم إسرائيل، على النقيض من ذلك، فإن تاريخ التصويت لم يبرز نجاحه مع هذه المجموعة بسبب اعتقاد أغلبهم بأن الديمقراطيين أكثر استقرارًا في مواقفهم. يظهر استطلاع للرأي أن حوالي 68% من اليهود صوتوا لبايدن في انتخابات 2020، وهناك توقعات تشير إلى أن 60%-70% منهم سيصوتون لصالح هاريس.

في الختام، يعكس الواقع الانتخابي المعقد للناخبين اليهود في أميركا تباينًا بين العوامل الثقافية والدينية والسياسية. على الرغم من بعض المواقف المشتركة، فإن الانقسام حول قضايا محددة، مثل الهجرة والإجهاض، يوضح كيف أن كل ناخب يهودي يتخذ قرار التصويت بناءً على مجموعة متباينة من القيم والأولويات. ومن المتوقع أن يكون للناخبين اليهود تأثير حقيقي في الانتخابات القادمة، مع التحولات المحتملة في المرشح الذي سيحظى بدعمهم في ظل القضايا المتعددة التي تهمهم.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.