يبدأ صوت الجرافات في مقبرة الإمام الشافعي، حيث تقوم بإزالة المقابر التي تمتد على مئات السنين، وهذا المشهد أصبح مألوفًا خلال السنوات الأربعة الماضية في مصر، حيث يتم توسيع شبكة المواصلات بين أحياء القاهرة. إلا أن الأمر الذي أثار الجدل هو هجمة الهدم التي طالت مقابر تاريخية مهمة، مثل مقبرة الشاعر البارودي ومقبرة محمد علي باشا.

الدكتورة جليلة القاضي، خبيرة التخطيط العمراني، ترى أن الدفاع عن تلك المقابر يعد “واجبًا مقدسًا”، وهي تنظر إلى حفظ هذه المقابر على أنها تعبير عن هوية مصر التاريخية. وتشكلت مجموعة “إنقاذ جبانات القاهرة التاريخية” للتصدي لهذا الهدم، ورغم توقف عمليات الإزالة وتشكيل لجنة تخطيط لمشكلة السيولة المرورية، إلا أن الهدم استُئنف من جديد.

التاريخ والحضارة مهددان بفعل هذا الهدم، حيث يتم تدمير مقابر وجبانات تحوي أقامات قيمة تاريخية وفنية، ويُذكر أن هذه المقابر كانت مدفونة فيها شخصيات بارزة من الأدباء والعلماء والسياسيين. يرى الأكاديمي مصطفى الصادق أن هذه المنطقة تعود بأهمية تاريخية ويجب الحفاظ عليها، ويعارض فكرة الهدم بحجة القوت السوقية للأراضي.

يعبر الناس، منهم علاء مبارك، عن حزنهم لفقدان المقابر التي تحتفظ برفات أسرهم، ويعبرون عن تأثرهم لأن هذا الهدم يمس بقدسية الموتى. وتؤكد الدكتورة ألطاف البارودي، عضو من العائلة، أنهم لم يطلعوا على إزالة مدفن الشاعر البارودي مسبقًا. وتحدث الدكتور خالد عزب عن الصراع بين التطوير والحفاظ على التراث، مع التأكيد على أهمية عدم فقد الروح التاريخية والحضارية بسبب الهدم.

القضية تثير الجدل بشكل كبير وتجدد المخاوف من فقدان التاريخ والحضارة في مصر، مع تصاعد حملات للحفاظ على الآثار والتراث. وبينما يتباين الرأي بين التطوير السريع والحفاظ على التراث، يبقى الاهتمام بالقضية حاضرًا لدى الكثيرين.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.