قدم اللواء المتقاعد فايز الدويري، الخبير العسكري والإستراتيجي، تحليلًا للمشهد العسكري في جنوب لبنان، حيث أشار إلى كفاءة خطة حزب الله الدفاعية التي أثبتت جدارتها في استخدام التضاريس الجغرافية لصالح مقاتليه، وهو ما أعاق تقدم الجيش الإسرائيلي في المنطقة. وأشارت مصادر إسرائيلية إلى مقتل 7 جنود على الأقل وإصابة 61 آخرين خلال ال48 ساعة الماضية، مما يعكس صعوبة التحدي التي تواجهها القوات الإسرائيلية في المواجهات في جنوب لبنان.

وأوضح الدويري أن حزب الله تمكن من استعادة توازنه على المستويات الميدانية والتكتيكية والعملياتية، حيث يرتكز تركيزه على إدارة المعركة عسكريًا وتفعيل 5 تنظيمات أساسية لحماية مناطق نفوذه. ويعتمد حزب الله على 3 مجموعات رئيسية في الجنوب، بالإضافة إلى تشكيلات أخرى في منطقتي البقاع والضاحية الجنوبية، ويتمركز القتال بشكل رئيسي في منطقة جنوب نهر الليطاني بقيادة مجموعتي “نصر” و”عزيز”.

وأشار الدويري إلى استمرار القتال على خطوط التماس لأكثر من شهر، حيث تحاول القوات الإسرائيلية تحقيق اختراقات طفيفة، لكنها تواجه صعوبة في تحقيق تقدم دائم بسبب الخطط الدفاعية المتراكمة لحزب الله التي أثبتت جدارتها ضد التقدم العدو. وبين أن التثبيت الميداني يتطلب عبور 3 مراحل أساسية وهو ما لم تتمكن من تحقيقه القوات الإسرائيلية حتى الآن.

ومنذ شن إسرائيل حربًا على قطاع غزة، بدأت فصائل في لبنان -بما في ذلك حزب الله- الاشتباك مع الجيش الإسرائيلي، حيث وسعت إسرائيل نطاق عملياتها العسكرية لتشمل جل مناطق لبنان، بدءًا من 23 سبتمبر الماضي. وبدأت حزب الله ردها على الهجمات بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية، في حين تحاول إسرائيل إخفاء الخسائر التي تتعرض لها على الصعيدين البشري والمادي.

وبين الدويري أن القتال يتم ضمن نطاق محدد منذ بدء المعارك، مما يعكس عجز القوات الإسرائيلية عن تحقيق تقدم أكبر، وهذا بسبب الخطط الدفاعية المتراكمة للحزب على مدار 18 عامًا لتحقيق التوازن في النزاع. ومع استمرار الاشتباكات في جنوب لبنان، يبقى الوضع متوترًا ومعقدًا، ويتطلب تحليلا دقيقًا واستراتيجيًا لكل الأطراف المتورطة في هذه الصراعات.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.