تعد معاناة النازحين في لبنان، خاصة في منطقة البقاع، أمرًا يبعث على القلق في ظل ظروف الشتاء القاسية. سلوى محمد الحسيني، نازحة مع أطفالها الثلاثة من بلدة شمسطار، تعبر عن مخاوفها من البرد القارس الذي ينتظرهم في مركز إيواء بمبنى ثانوية جب جنين. تشير سلوى إلى عدم توفر وسائل التدفئة، مما يزيد من قلقها على سلامة أطفالها، في وقت تفتقر فيه غرف الإيواء إلى الأغطية والسجاد الأساسي لمواجهة الظروف الجوية. الطفلة فاطمة الحسيني، تعكس ذات المشاعر، حيث تشعر مع بقية النازحين وكأنهم ينامون في العراء، مما يعكس واقعهم المرير.

بلغ عدد النازحين في مركز إيواء جب جنين حوالي 210 نازح، جميعهم يواجهون نفس المصاعب مع اقتراب فصل الشتاء. عليا حسن المولى، نازحة أخرى، تؤكد على احتياجهم الماس للمساعدات الشتوية وخاصة الملابس التي تقيهم من الصقيع. تراكم المأساة يتجلى في التفاصيل اليومية التي تعاني منها الأسر، مثل صعوبة غسل الملابس بسبب عدم توفر المياه الساخنة. وبالمثل، يشير صلاح عبد الله النمر إلى نقص الخدمات الأساسية في المركز، حيث تعتبر الاحتياجات الضرورية من الغذاء والبطانيات غير كافية لدعمهم في الشتاء القادم.

تسعى إدارة مركز الإيواء إلى معالجة هذه المشاكل. محمود فرحات، مدير المركز، يتحدث عن جهودهم للحصول على المازوت اللازم لتوفير التدفئة والمياه الساخنة. ويشير إلى تلقيهم وعود من عدة جهات رسمية وأهلية لمساعدتهم في تحسين الظروف، منها وزارة التربية ومؤسسات خيرية وعدت بتأمين الاحتياجات الأساسية. فرحات يأمل أن يتم تحقيق هذه الوعود قريبًا، مؤكدًا أن الوضع لا يمكن تحمله لفترة أطول.

بالنظر إلى المتطلبات الخاصة بفصل الشتاء، يتضح أنها ليست مسألة بسيطة، خاصة بالنظر إلى عدد مراكز الإيواء المنتشرة في المنطقة. تتكون كثير من هذه المراكز من أبنية مدرسية تم تجهيزها لاستقبال النازحين، مما يعكس حجم التحدي أمامهم. فرحات يلفت الانتباه إلى نقص المواد الصحية ووسائل النظافة، مما يجبرهم على الترشيد في استخدام المتوفر منها. هذه الأوضاع تتطلب تركيز الجهود على تلبية الاحتياجات الأساسية في أسرع وقت ممكن لضمان سلامة النازحين.

يتحدث الكثير من النازحين، ولا سيما مريم النمر، عن صعوبة تحمل البرودة في بلدة جب جنين. ارتفاع البلدة إضافة إلى فصل الشتاء يجعل الوضع لا يُحتمل. مريم تناشد السلطات المحلية والصليب الأحمر للمساعدة في استعادة مقتنياتهم التي تركوها خلفهم، مشددة على ضرورة توفير الملابس الشتوية والأغطية العاجلة. وضعهم لا يحتمل الانتظار، ولهذا يتطلب الأمر تدخلاً سريعًا من الجهات المعنية في لبنان.

ختامًا، تعكس الأوضاع الحالية للنازحين في لبنان الحاجة الملحة للتدخل والمساعدات، خصوصًا مع اقتراب فصل الشتاء. إن توفر السلع الأساسية مثل الملابس والأغطية ووسائل التدفئة هو ضرورة تحتمها الظروف الحياتية الصعبة. التعاون بين المنظمات الإنسانية والجهات الحكومية يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحسين ظروف حياة هؤلاء النازحين الذين تحملوا آلام الفراق والتهجير. لذا، فإنه من المهم أن تتحرك الجهات المعنية بشكل عاجل لتقديم الدعم والمساعدات الملائمة في ظل هذه الظروف القاسية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.