في إطار الأحداث الأخيرة المتعلقة بالهجمات الإسرائيلية على أهداف داخل إيران، يرى عدد من الخبراء أن هذه العمليات تعكس استجابة الحكومة الإسرائيلية لتحذيرات الولايات المتحدة، التي دعت إلى تجنب التصعيد. تشير التقديرات إلى أن إسرائيل قامت بإبلاغ الإدارة الأمريكية مسبقاً عن الهجمات، مع التأكيد على عدم وجود أي تدخل أمريكي في هذه العمليات. ويبدو أن هذه الهجمات كانت مدروسة، حيث تجنبت إسرائيل استهداف منشآت النفط والبرنامج النووي الإيراني، مما قد يشير إلى رغبتها في الحد من الأضرار.

قد أكد مسؤولون أمريكيون، مثل شون سافيت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، أن إسرائيل ركزت على الأهداف العسكرية وتجنبت المناطق المأهولة، بخلاف الهجمات الإيرانية السابقة التي استهدفت أكبر المدن الإسرائيلية. وكان هذا التوجه جزءًا من جهود واشنطن لتسريع الدبلوماسية وتهدئة التوترات الإقليمية، وهو ما يعكس رغبة كلا الطرفين قبل أي تصعيد أكبر في الصراع.

من جهة أخرى، يتحدث السفير ديفيد ماك عن أن الهجمات جاءت تحت ضغوط داخلية وخارجية. فهناك حاجة إسرائيلية لإثبات القدرات الدفاعية أمام الجمهور القلق، بالإضافة إلى الضغوط الأمريكية لعدم إحداث صراع أوسع. هذه الديناميكية تعكس تعقيدات العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث يُنظر إلى الدعم المقدم في مختلف المجالات كعامل مهم في اتخاذ القرارات الإستراتيجية.

في الوقت الذي تبدي فيه الولايات المتحدة مخاوف من اتساع نطاق الصراع، هناك قلق واضح من أن أي تدخل عسكري مباشر قد يؤدي إلى تصعيد كبير. ويرى تشارلز دان أن عدم رد إيران سيؤدي إلى تقليل حدة التأزم الحالي. تُظهر الأحداث أن الإدارات الأمريكية تحاول تقليل المخاطر، وهذا واضح من دعم بايدن للإبقاء على استقرار الوضع، إلى جانب المخاوف من استغلال الجمهوريين لأية توترات في الحملات الانتخابية المقبلة.

بدائل رد الفعل الإيراني على الهجمات الإسرائيلية تمثل تحديًا آخر. لدى إيران ثلاثة خيارات، تشمل الرد العسكري الكبير الذي يمكن أن يثير تصعيد إسرائيلي أكبر، أو عدم الرد على الإطلاق، مما قد ينظر إليه كسلبية، أو القيام بهجوم صاروخي محدود. تعتبر النشاطات الدبلوماسية جزءًا من النقاش، حيث يفضل العديد من الخبراء عدم التصعيد حاليًا بسبب الأثر السلبي الذي قد يخلفه على الأوضاع الداخلية والخارجية لإيران.

في النهاية، يبدو أن هناك توافقًا بين الخبراء الأمريكيين على أن فرص نشوب حرب شاملة بين إيران وإسرائيل قليلة جدًا، حيث تسعى إيران لتجنب التصعيد العسكري الكبير، رغم استمرار التوترات والمواجهات في مجالات أخرى مثل الفضاء السيبراني. إن المواجهة بين الطرفين ستستمر، ولكن قد تظهر في أشكال أكثر تحكمًا وتقتصر على ساحة رقمية بدلًا من الساحات العسكرية التقليدية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.