أصدرت مجلة فورتشن قائمتها لعام 2024 لأفضل 100 شركة للعمل في أوروبا. فأيّة شركات جاءت ضمن أفضل 10 ولماذا قيّمها الموظفون بشكل عالٍ؟ عندما يتعلق الأمر بالعمل المهني، تُعتبر أوروبا من المناطق المعترف بها بالنهج المفضل على مستوى العالم بأسره. تحتل الدول الأوروبية دائمًا مراتب متقدمة فيما يتعلق بالتوازن بين الحياة الشخصية والمهنية، حيث كانت بعض أوائل الدول التي جربت العمل بالأسبوع الرباعي، وتقدم بعض أعلى الرواتب المتوسطة في العالم، جنبًا إلى جنب مع فوائد أخرى للموظفين. ولكن أي شركات على القارة هي الأفضل للعمل فيها؟ قامت فورتشن وGreat Place To Work بنشر قائمة “فورتشن 100 أفضل شركة للعمل في أوروبا” التي تم تجميعها من خلال تحليل أكثر من 1.3 مليون استجابة للاستبيان من أكثر من 2 مليون موظف في أنحاء أوروبا.
تصدرت الشركات التي تصدرت القائمة كان لديها موظفون كانوا أكثر دوافعًا للعمل وأكثر راحة مع طريقة عمل الشركة. على سبيل المثال، وفقًا لمدونة Great Place To Work، وجدت دراستهم السوقية أنه في الشركات ذات التصنيف العالي، أبلغ ما يقرب من 90 في المائة من العمال بأنهم بذلوا جهدًا إضافيًا لإنجاز المهمة، مقارنة بنسبة 59 في المائة فقط في مواقع العمل الأوروبية النموذجية.
ووجدوا أيضًا أن الترابط الاجتماعي كان عاملاً دافعًا، حيث كان من المرجح أن يبذل العمال مجهودًا إضافيًا بنسبة 108 في المائة إذا شعروا بوجود روح التعاون مع زملائهم. علاوة على ذلك، عبّر 86 في المائة من الموظفين في هذه الأماكن العمل الرائعة عن نيتهم في البقاء لفترة طويلة، مقارنة بنسبة 60 في المائة فقط في أماكن العمل الأخرى، وهو ما كان يعتبر خاصة بين الذين شعروا أن عملهم كان له معنى ومنحهم الإحساس بالغرض.
ووجدت الدراسة أيضا أن معدلات الابتكار كانت أعلى بنسبة 66 في المائة في الأماكن العمل الرائدة وكانت تقود أساسا من خلال فرص التدريب المستمر والتطوير التي كانت توفرها الشركات.
هنا نلقي نظرة على أفضل 10 شركات للعمل في أوروبا وفقًا لأحدث قائمة من فورتشن. وكان التوازن بين العمل والحياة الشخصية عاملا رئيسيا وراء تقديم تصنيفات أعلى للشركات وأحد الجوانب التي قيّمها الموظفون بشكل كبير. أعرب نسبة عالية من العمال، حوالي 85 في المائة، الذين يعملون في إحدى أفضل الشركات، عن تشجيعهم للحفاظ على التوازن بين حياتهم العملية والشخصية، مع إبلاغ 92 في المائة أنهم كانوا قادرين على أخذ إجازات عند الضرورة.
لعبت العدالة في مكان العمل دورًا كبيرًا وساهمت في تحسين تصنيفات بعض الشركات. أفاد الموظفون في تلك الشركات بأن الترقيات كانت عادلة (78 في المائة)، تلقوا حصة عادلة من أرباح الشركة (70 في المائة)، ولم يميل مديروهم إلى التفضيل بين موظفيهم (81 في المائة). وكانت هذه الشعور بالعدالة مرتبطة أيضًا باستعداد الموظفين لاعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي (AI) في عملهم. على سبيل المثال، أظهر تقرير أن حوالي ثلث المشاركين (34 في المائة) من مجمل الدراسة الأوروبية قالوا إنهم متحمسون لاستخدام AI لتحسين عملهم؛ ووجد التقرير أيضًا أن الأشخاص الذين يعتقدون أن شركاتهم كانت عادلة كانوا أكثر بنسبة 29 في المائة على استعداد لاستخدام أدوات AI بشغف.
ما هي الصناعات الرائدة في أوروبا؟ بينما لا تزال العمال الأوروبيون يرفضون اعتماد AI، فإن قطاع التكنولوجيا بشكل عام ليس قوة سائدة في أوروبا عندما يتعلق الأمر بالوظائف. يتناقض هذا مع الولايات المتحدة، حيث تعتبر شركات التكنولوجيا مثل Nvidia وMicrosoft وGoogle من بين أفضل الشركات وقد ظهرت كأولى الرابحين في انفجار AI. ومع ذلك، في أوروبا، تأتي العديد من الشركات الرائدة من الصناعات التقليدية مثل الوقود الأحفوري والسيارات والتمويل، كما هو موضح في قائمة فورتشن 500 الأخيرة.
تصدر القائمة، كانت أكبر شركة في أوروبا شركة صناعة السيارات الألمانية فولكسفاغن، تليهم شركتي نفط وغاز، شركة شل البريطانية وشركة توتال انرجيز الفرنسية. وفقًا لفورتشن، في حين أن القائمة لهذا العام تضم 15 شركة فقط من قطاع التكنولوجيا، فإن الشركات التقليدية أيضًا تفتح الباب أمام الابتكار من خلال اعتماد تقنيات الأتمتة. على سبيل المثال، أعلنت فولكسفاغن في وقت سابق هذا العام عن دمج الروبوت الدردشة الذكي ChatGPT في مساعد الصوت في بعض سياراتها.
بالإضافة إلى ذلك، اعتمدت شركة الوقود الأحفوري شل أيضًا استخدام AI في عملياتها، مثل استخدام التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي في استكشاف وإنتاج المياه العميقة، بهدف تحسين الكفاءة التشغيلية وتسريع العمليات وزيادة الإنتاج.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.