قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي يُعتبرها الكثيرون الأهم في تاريخ البلاد، تظهر بوضوح الفجوة الكبيرة بين المرشحين الرئيسيين: الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس. تعكس هذه الفجوة الاستقطاب الحاد الذي يعاني منه المجتمع الأمريكي، حيث يقدم كل مرشح رؤية مختلفة لمستقبل البلاد، ما يجعل توقعات نتائج الانتخابات أمراً صعباً. يستمر الناخبون في التمسك بمرشحيهم، مما يزيد من التحديات أمام التنبؤ مبكرًا بمن سيكون الرئيس القادم، خاصةً في ظل التوترات السياسية والاجتماعية الراهنة.

ناقشت الجزيرة نت مع أستاذة السياسة الأمريكية بجامعة ولاية أريزونا، كيم فريدكين، تأثير الاستقطاب المتزايد على الانتخابات المقبلة، مشيرةً إلى أن الاستقطاب قد أدى إلى تقليص عدد الناخبين الوسطيين، حيث يتجه معظم الناخبين نحو الأقصى. هذا الأمر يجعل الحملات الانتخابية أكثر استقراراً، إلا أنه يزيد من غموض نتائج الانتخابات، إذ أن نسبة قليلة من الناخبين غير المتحيزين هم الذين يحددون النتيجة النهائية. ويتوقع الكثيرون رفع دعاوى قضائية إثر الانتخابات، لكن النظر إلى التجارب السابقة يشير إلى أن نزاهة الانتخابات ستكون محمية بشكل ملحوظ.

بالنظر إلى استطلاعات الرأي المتنوعة الأخيرة، تساءلت فريدكين عن تناقض النتائج، حيث أحيانًا يتقدم ترامب وأحيانًا هاريس. تعزو ذلك إلى صعوبة الحصول على عينات تمثيلية موضوعية في ظل صعوبة الوصول إلى الناخبين الأصغر سناً. ومع ذلك، تشير التقارير إلى زيادة دعم الناخبين الشباب/s من أصول معينة لترامب، مما يدل على أن الفجوة بين الجنسين تلعب دورًا أكبر من الفجوة العمرية أو العرقية.

بينما تعاني هاريس في garnering المزيد من الدعم بين الناخبين الذكور البيض، تبين أن الصور النمطية تلعب دوراً في تقييم المرشحات، حيث يفضل أنصار ترامب التقييم الإيجابي له على هاريس والعكس صحيح. بهذا السياق، أثارت فريدكين سؤالًا حول إمكانية تغيير النظام الانتخابي في الولايات المتحدة، مؤكدةً أن ذلك يتطلب تعديلات دستورية معقدة تتطلب توافقًا سياسيًا واسعًا، وهو ما قد لا يكون متاحًا في المستقبل القريب.

ظل مرشحو الأحزاب الأخرى يلعبون دورًا مهمًا في الانتخابات الرئاسية، حيث تحدد طبيعة النظام الانتخابي الفائز بنظام “الفائز يأخذ كل شيء”، مما يقلل من فرصهم. وبينما هناك نقاشات حول استعداد الولايات المتحدة لرئيسة، أكدت فريدكين أن كامالا هاريس مؤهلة، إلا أن هناك شكوكاً حول استعداد الناخبين لتقبل امرأة في البيت الأبيض، ما يعزز من الاستقطاب.

أخيرًا، في ما يخص انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب، تشير التوقعات إلى صعوبة احتفاظ الديمقراطيين بسطوتهم، حيث يتوقع أن يواجهوا تحديات أكبر من الجمهوريين في الحفاظ على مقاعدهم. في المقابل، قد يشهد مجلس النواب تقدمًا طفيفًا للديمقراطيين، لكن الأمور لا تزال متقاربة. مجمل الحديث يبين أن جميع الاحتمالات مفتوحة خلال الانتخابات المقبلة، مع تشديد فريدكين على أن الظروف السياسية والاجتماعية تظل في حالة تقلب مستمر.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.