سلطت العديد من الصحف العالمية الضوء على الوضع المتجدد في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان، مشيرة إلى تأثير هذه الأحداث على العسكريين الإسرائيليين والمواطنين. صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية نقلت التقارير حول ازدياد حالات الانتحار ومضاعفات ما بعد الصدمة بين الجنود الذين عادوا من القتال في غزة. هؤلاء الجنود، الذين عانوا من تجارب مرعبة، يشعرون بالقلق من احتمال استدعائهم مرة أخرى مع استمرار تصاعد النزاع وتوسع نطاق الحرب إلى لبنان. هذا الانزعاج يعكس عمق الصدمة النفسية التي يعيشها الجنود، في ظل الأعداد المتزايدة من القتلى الذين أبلغت وزارة الدفاع الإسرائيلية عنهم، حيث سقط 890 من جنود الجيش والشرطة عقب الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر 2023، وهو رقم يُظهر التركيز على الجبهة في غزة.

في سياق آخر، تناولت صحيفة “لوموند” الفرنسية قرار محكمة الجنايات الدولية بإصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرة إلى أن هذا القرار قد اتخذ في غضون 23 يوماً، بينما لا يزال قضاة المحكمة يدرسون طلب المدعي العام بشأن إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ خمسة أشهر. هذا التأخير يأتي في ظل تصاعد الجرائم المرتكبة في غزة والضفة الغربية ولبنان، مما يثير التساؤلات حول تعامل المجتمع الدولي مع هذه القضايا. يعكس هذا التباين الإحساس المتزايد بالقلق حول المبادئ القانونية الدولية ومدى تطبيقها على الأزمات الإنسانية التي تحدث في مناطق النزاع.

من ناحية أخرى، جاء مقال في “الغارديان” البريطانية ليعبر عن قلق عميق من استمرار الدعم الأميركي لنتنياهو، حتى بعد مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. المقال أفاد بأن هذا الدعم قد يمنح نتنياهو الفرصة لإطالة أمد الصراع والمحافظة على منصبه. واعتبر الكاتب أن الرئيس الأميركي جو بايدن قد أهدر فرصة أخرى للتوصل إلى وقف إطلاق النار، متسائلاً عما إذا كان بإمكان بايدن الآن إحراج نتنياهو بوصفه عقبة أمام السلام. هذه الدينامية تُسلط الضوء على التعقيدات السياسية التي تعوق التوصل إلى حل فعّال بين الأطراف المتنازعة.

على صعيد العلاقات الأميركية الإسرائيلية، نشرت “إيكونوميست” البريطانية تفاصيل حول محدودية تأثير المفاوضات التي أجراها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على تغيير السياسة الإسرائيلية. رغم أن زيارات بلينكن توحي بإشارة دعم واضحة، إلا أن المجلة تشير إلى أن المسؤولين الإسرائيليين مركزون أكثر على الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة، حيث يُرجح أن يحدد الفائز اتجاه السياسة الإسرائيلية تجاه النزاع في غزة ولبنان، بالإضافة للتوترات مع إيران.

أيضاً، تناولت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية تحليلاً حول صمود حزب الله أمام القوات الإسرائيلية في لبنان، مشيرة إلى استمرار إطلاق الصواريخ والمعارك البرية في الجنوب اللبناني. هذه المؤشرات تدل على قدرة حزب الله على التعافي سريعاً بعد تلقيه ضربات كبيرة، ويرجح ذلك بسبب “مرونة الهيكل القيادي” والإعداد الطويل لأية غزو إسرائيلي محتمل، فضلاً عن الدعم الإيراني. هذه العناصر تعزز موقف حزب الله وتبرز التكتيكات العسكرية المستدامة التي قد تؤثر على مجريات النزاع في المنطقة.

دون شك، يسود إحساس متزايد بالقلق والتوتر في مناطق الصراع، حيث تتزايد التعقيدات السياسية والعسكرية. إن الأبعاد الإنسانية الناتجة عن الصراع، كالخسائر في الأرواح والمعاناة النفسية للجنود والمدنيين، تضع المجتمع الدولي أمام تحديات جديدة تتطلب تدخلاً عاجلاً من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وفي خضم كل هذه التطورات، يظل السؤال قائماً حول كيفية تعامل القوى العالمية مع المشهد المعقد والمأساوي الذي يتكشف في الأراضي الفلسطينية ولبنان، وما إذا كانت ستحقق تقدماً حقيقياً نحو العدالة الإنسانية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.