تشهد بلدة المرج البقاعية، وسط السوق الشعبي، أعدادا كبيرة من النازحين اللبنانيين جراء الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب. زهرة عمر، إحدى هؤلاء النازحات، تتحدث عن انهيار الأوضاع الاقتصادية وتأثير الأزمات المتلاحقة على حياتها. وهي تبحث في السوق عن ثياب مناسبة لأبنائها بأسعار معقولة، حيث تشكل الأسواق الشعبية ملاذاً للأسر النازحة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان. تعبر زهرة عن أملها في إيجاد ما تحتاجه لها ولعائلتها استعداداً لاستقبال الشتاء.

من جهة أخرى، يعبر علي ضاهر، النازح من النبطية، عن قسوة معاناتهم وأنهم يواجهون نفس الآلام التي يعاني منها أهل غزة. يصف الوضع بالخروج من منازلهم هربا من الخطر، وينقل معاناة الكثيرين الذين تركوا خلفهم ممتلكاتهم وأوراقهم الثبوتية. يبين أن الظروف الاقتصادية الصعبة تجبرهم على التوجه إلى الأسواق الشعبية، التي توفر لهم احتياجاتهم بأسعار مناسبة. هذه الأسواق أصبحت تمثل منفذاً اقتصادياً لتخفيف الأعباء عن النازحين والمجتمع المضيف.

يشير رئيس بلدية المرج، منور الجراح، إلى الحالة الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها كل من اللبنانيين النازحين، مع التأكيد على أن السوق الشعبي في المرج هو مكان رئيسي لتلبية احتياجاتهم من الغذاء والملابس بأسعار تتناسب مع وضعهم المالي. يعد سوق المرج واحدًا من أقدم الأسواق الشعبية في لبنان، ويمتاز بجودة المنتجات المعروضة وأسعارها الزهيدة، مما يجعله وجهة مقبولة للكثيرين. تنظم البلدية حركة السوق وتحرص على سلامة الزوار في يوم السوق الذي يجذب أعداداً كبيرة من الزائرين.

شهد السوق إقبالاً كبيراً خلال الشهرين الماضيين، ويرجع ذلك إلى حالة النزوح الكثيف جراء الاعتداءات الإسرائيلية ودمار السوق التقليدي في بعض المناطق. يدعو المستثمر هيثم قاسم صالح إلى فهم أثر هذه الأحداث على السوق ويشير إلى تزايد أعداد النازحين القادمين إلى السوق للبحث عن احتياجاتهم اليومية بأسعار أرخص. يتوقع صالح أن تزداد الأعداد مع استمرار النزوح، مما يزيد الضغط على الأسواق الشعبية لتلبية هذه الاحتياجات المتزايدة.

تعد قوة السوق الشعبي في المرج عنصراً مهماً في تقديم المساعدات للنازحين، حيث يحصل الزوار على سلعة بما يعادل نصف سعرها في المتاجر الأخرى. زهير الشموري، أحد الزوار، يشدد على أهمية السوق في هذه الظروف الصعبة ويشير إلى أن الجمعيات الإغاثية لم تتمكن من تلبية احتياجات الجميع، مما يدفع الآلاف للجوء إلى السوق لتلبية حاجاتهم اليومية. يقدم السوق كل أنواع السلع بما فيها الأغذية والخضروات، بالإضافة إلى الملابس الشتوية والأدوات المنزلية.

على الرغم من الهموم التي يواجهها النازحون، يبقى الأمل قائمًا في تجاوز هذه الأوقات الصعبة. يتمنى النازحون والمقيمون في المنطقة العودة إلى حياتهم الطبيعية والابتعاد عن قسوة الظروف. يعبر فارس العراقي، صاحب بسطة في السوق، عن آماله في استقرار الوضع وعودة النازحين إلى منازلهم في أقرب وقت. تكتمل صورة السوق الشعبي كبعد إنساني واقتصادي حيوي في حياة هؤلاء النازحين، حيث يقدم لهم ما يحتاجونه دون أعباء إضافية في وقت الأزمات.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.