في حالة من الترقب، هناك احتمالية لاستئناف مفاوضات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا بعد حضور الرئيسين المصري والإثيوبي لقمة البريكس في روسيا. يشدد خبير المياه وأستاذ الجيولوجيا في جامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، على أهمية التوصل إلى اتفاق حول الملء والتشغيل للسد الإثيوبي بعد الانتهاء من البناء، نظرًا لتأثيره الخطير على أمن المياه في مصر التي تعتمد بنسبة كبيرة على مياه النيل. يصف شراقي كواليس اللقاءات الثنائية بين مصر وإثيوبيا، ويدعو لجان المفاوضات إلى تبني موقف مرن في المفاوضات القادمة.

وفيما يتعلق بفشل المحادثات السابقة حول سد النهضة، يشير شراقي إلى تعرضها لعدة مراحل صعبة خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية، بدءًا من زيارة رئيس الوزراء المصري السابق لإثيوبيا في مايو 2011، وتشكيل لجنة خبراء دوليين، واستمرار الجولات التفاوضية من خلال مفاوضات مباشرة بين مصر والسودان أو بتدخل أمريكي في عام 2019/2020، وانعقاد جلستين لمجلس الأمن الدولي وجهود دولية فاشلة.

ويعتبر شراقي مسألة المياه قضية أمن قومي لمصر، ويشدد على ضرورة حل النزاع بشكل سريع ودبلوماسي لتفادي أي تداعيات سلبية على الأمن المائي للبلاد. كما يشير إلى أن المفاوضات الثنائية بين مصر وإثيوبيا تتطلب مرونة وحسن نية من كلا الطرفين من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي يضمن مصلحة الجميع.

على الرغم من فشل محاولات التوصل إلى اتفاق سابق بشأن سد النهضة، إلا أن الحاجة إلى حلول دبلوماسية تظل ضرورية لتجنب أي تصعيد يمكن أن يؤدي إلى تصعيد المواجهة بين الدول الثلاثة. يعتبر الرئيس الإثيوبي والرئيس المصري من بين القادة الذين سيعملون على تطبيق المرونة والتفاهم في المفاوضات القادمة للتوصل إلى حل سلمي وعادل يحقق مصلحة الشعبين.

تشير جهود المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية للوصول إلى حل نهائي ومستدام للنزاع، وخاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن دعمه للحلول السلمية والوساطة بين الأطراف المتنازعة. من المهم أن تظل الدبلوماسية القوية والحوار المفتوح سمة بارزة في الجهود المستقبلية للتوصل إلى اتفاق بناء يحمي حقوق ومصالح الدول الثلاثة في هذا الصراع المعقد.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.