تحذيرات جديدة تشير إلى أن العالم على مسار لارتفاع في درجات الحرارة يتجاوز 3 درجات مئوية فوق المستويات قبل الصناعية، وهو ما يعادل مرتين الهدف الذي حددته اتفاقية باريس، وفقًا لتقرير للأمم المتحدة يحذر من أن الوقت ينفد لمعالجة تغير المناخ. البحث الأخير الذي أجرته برنامج الأمم المتحدة للبيئة وجد أن قدرة العالم على البقاء ضمن هدف التسخين العالمي البالغ 1.5 درجة سيلتقى مع نهايته خلال أعوام قليلة بدون إجراءات سريعة. ويقوم هذه الاستنتاجات على ما يسمى فجوة الانبعاثات، أو الفرق بين مستوى الغازات الدفيئة التي يضيفها البشر إلى الغلاف الجوي مقارنة بما يقول العلماء إن يجب أن تكون المستويات للحد من الارتفاع في درجات حرارة الكوكب.
إن مفوضية الأمم المتحدة للبيئة قالت إنه إذا قامت الحكومات بتنفيذ خططها الموجودة بشكل كامل، فيمكن تقييد الارتفاع في درجات الحرارة إلى 2.6 درجة مئوية. ولكن، إذا واصلنا بتنفيذ السياسات الحالية، فسيؤدي ذلك إلى ارتفاع 3.1 درجة مئوية، بحسب البحث الذي تم إجراؤه. وأشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن التقرير كان واضحًا فيما يتعلق بأننا على حافة الهاوية الكوكبية، وأنه لا يمكن اللعب بالوقت أكثر. وأشار إلى أن الانبعاثات من الغازات الدفيئة ارتفعت إلى مستوى قياسي في عام 2023.
إذا وصل ارتفاع درجات الحرارة إلى 2 درجة مئوية، فقد تكون لذلك تأثيرات مدمرة على البلدان والتنوع البيولوجي، بما في ذلك انخفاض عائدات المحاصيل، بينما سيتعرض أكثر من ثلث سكان العالم للحرارة الشديدة. ونشر البحث قبل أسابيع قليلة من المؤتمر العالمي للمناخ COP29 المقرر عقده في باكو، والموعد النهائي لتقديم الخطط الوطنية المحسنة للمناخ بحلول فبراير 2025.
يقول التقرير أن الاستثمار العالمي اللازم للانتقال إلى الانبعاثات الصفرية هو ما بين 900 مليار دولار إلى 2.1 تريليون دولار سنويًا بين عامي 2021 و 2050، وهو ما سيساهم في تعويض التكاليف الكبيرة من تغير المناخ وتلوث الهواء. ويلاحظ التقرير أن كل عام يفشل البلدان في خفض الانبعاثات، فإنه سيتعين عليها تقديم تخفيضات أكثر حدة. ومن الجوانب الإيجابية، تشير الدراسة إلى أن زيادة استخدام الألواح الشمسية والطاقة الرياحية يمكن أن تقدم 27 في المئة من إجمالي الحد من الانبعاثات اللازمة بحلول عام 2030 و38 في المئة في عام 2035.
تحث المفوضية البيئية للأمم المتحدة على عدم التخلي عن السعي نحو تحقيق الانبعاثات الصفرية، حتى ولو صار من الصعب تحقيق البقاء ضمن 1.5 درجة من ارتفاع درجات الحرارة. وقالت إن كل جزء صغير من الدرجة المنعزلة يحسب في حياة يتم إنقاذها واقتصادات تتم حمايتها وأضرار تتم تفاديها وتنوع الكائنات الحية الذي يتم الحفاظ عليه والقدرة على تقليل أي تجاوز في درجات الحرارة.