قال موقع ميديا بارت إن إسرائيل لا تسعى فقط لاستمرار نجاحاتها العسكرية ضد حركة حماس وحزب الله، بل تهدف أيضًا إلى إنهاء فكرة فلسطين وأي دعم لها، مما يتطلب من المجتمع الدولي بذل كل الجهود لوقف الحرب المستمرة. وعبر الكاتب Edwy Plenel عن أن التاريخ شهد مرات عديدة كيف أن القوة غالبًا ما تتغلب على العقل، مشيراً إلى أن هذا النمط من التفكير يقود إلى نتائج مدمرة. يتطرق هذا المقال إلى تجارب مؤلمة في العلاقات الدولية، حيث يتبين أن الدول الأكثر عنفاً دائماً تتجاوز القانون الدولي، بينما تدعي أنها تحارب من أجله.

وتعتبر إسرائيل اليوم تجسيدًا لهذه الظاهرة، حيث تُظهر قياداتها عدم اكتراث بالإنسانية، بل تصف الفلسطينيين بأنهم “حيوانات بشرية”، مما يعكس نية مبيّتة في استخدام القوة ضد غزة بشكل شاملٍ يمتد ليشمل المدنيين. هذا التضليل في تصوير القضية الفلسطينية كمسألة إرهابية يُعد حيلة تبرر التدمير الممنهج للهوية الفلسطينية والأرض، حيث يسعى الاحتلال بشكل واضحً إلى إبادة الفكرة ذاتها.

وبالتأكيد، فإن العمليات العسكرية المكثفة في شمال غزة وجنوب لبنان تُظهر أن إسرائيل لا تنوي التخلي عن استخدام القوة، على الرغم من قدراتها النووية. بل يبدو أن القيادات الإسرائيلية معنية بتقويض أي شيء يتعارض مع الهوية اليهودية، وهو ما عبر عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حينما قال إن “إسرائيل ليست دولة لجميع مواطنيها، بل هي الدولة القومية لليهود وحدهم”.

وانتقد الكاتب أيضًا الخيال الاستعماري الذي يقود إسرائيل إلى محاربة ما يسميه “الوحوش البرية”. ويحذر من أن هذا التوجه سيقود إلى هلاك ذاتي، حيث يكشف منطق القوة عن احتمال فشل سياسي قد يكون له عواقب وخيمة. إن الإفلات من العقاب الذي تتمتع به إسرائيل كاف لتشجيع نسق من الوحشية ويشكل تهديدًا للعلاقات الدولية.

كما يتطرق المقال إلى كيفية أن اليمين الإسرائيلي المتطرف، بما فيه من عناصر فاشية، يقود البلاد إلى كارثة قد تؤثر على مستقبلها. إن هذا الوضع يعد بمثابة مختبر لعودة أيديولوجيات عنصرية في القرن الحادي والعشرين، مما يضع خطرًا على مصير الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ويعني أن الإفلات الحالي من العقاب يمكن أن يعمق الوحشية في العالم ككل.

واختتم الكاتب مقالة بتأكيد ضرورة اتخاذ الغرب خطوات عملية لمعاقبة القيادات الإسرائيلية التي تسهم في تحول البلاد إلى دولة مارقة. ويدعو إلى فرض العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية على هؤلاء القادة، لأن الفرصة لا تزال سانحة لتحييد الأثر المدمر لهذه السياسات. يبرز المقال أهمية إعادة النظر في دعم هذه السياسات الدموية من قبل المجتمع الدولي، خصوصًا الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بما يساهم في إرساء السلام.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.