أفادت صحيفة واشنطن بوست أن العلاقة بين الأميركيين المسلمين والعرب والحزب الديمقراطي تشهد تدهورًا ملحوظًا، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن معظمهم من المحتمل أن يمتنعوا عن التصويت لكامالا هاريس. كانت هذه الفئة سابقًا تدعم الحزب بقوة، لكن الأوضاع الحالية تشير إلى تغير كبير في مواقفهم. على سبيل المثال، وُجد أن حوالي 77% من الناخبين المسلمين والعرب يعارضون إرسال أسلحة أميركية إلى إسرائيل في ظل تصعيد النزاع في غزة. هذه البيانات تعكس المزاج المتشائم الذي يسود هؤلاء الناخبين، مما يعكس فجوة كبيرة بين تطلعاتهم وآمالهم وبين استجابة الحزب الديمقراطي لحالات الطوارئ في الشرق الأوسط.

أشار الكاتب شادي حميد إلى أن القادة الديمقراطيين، رغم اعترافهم بمدى الدمار الذي حلّ بغزة، إلا أنهم يبدو غير مستعدين لاتخاذ خطوات جادة للعثور على حل. تصريحات سابقة من رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي أظهرت استهزاءً بمشاعر الناخبين العرب، مما أضاف شعوراً بعدم التقدير من قبل الحزب تجاه هذه الفئة. حقائق مثل أن نسبة 29.4% فقط من الناخبين المسلمين يخططون لدعم هاريس تُظهر تراجعًا كبيرًا مقارنًة بدعم جو بايدن في الانتخابات السابقة.

في الوقت الذي كان من الممكن أن تتحلى فيه هاريس بنهج مغاير تجاه العمليات العسكرية الإسرائيلية، اعتمدت على خطاب مشابه لما يروج له بايدن. اعتراف بايدن بأن العمليات العسكرية الإسرائيلية كانت “عشوائية”، يتعارض مع دعم هاريس الواضح لإسرائيل، مما أثار قلق الناخبين المسلمين والعرب. هذا الالتقاء بين سياسات هاريس وبايدن أدى إلى شعور الناخبين بأن الوضع في الشرق الأوسط قد تم تجاهله بشكل صارخ.

أظهر الكاتب أن الأطراف الأساسية في الحزب لم تتغير على مر العقود، حيث تم تمويل الدكتاتوريين العرب والتغاضي عن انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة. هذا الازدراء التاريخي تجاه شعوب الشرق الأوسط لم يتغير، حتى مع تصريحات زعماء الحزب الذين يُفترض أنهم يؤيدون القيم الإنسانية. في هذا الإطار، أشار الكاتب إلى أن الحاجة لنقل الأمور إلى بر الأمان تتطلب تصحيح المواقف والإفصاح عن التضامن مع الشعب الفلسطيني.

ومع تزايد الضغوط، حاولت هاريس استجماع الدعم من الناخبين العرب والمسلمين. ومع ذلك، فإن محاولاتها تعتبر غير كافية، حيث لم يتم تغيير المسار بشكل حقيقي، مما جعل خطابها يفتقر إلى الجاذبية المطلوبة في ظل الظروف الحالية. في تجمع انتخابي لها في ديترويت، عندما تم طرح سؤال حول مشاعر الغضب من تدمير غزة، استعانت بالنقاط القديمة دون تقديم قصص جديدة، مما أثار استياء الناخبين العرب أكثر.

الأمور لا تتعلق فقط بالعرب والمسلمين، بل تشمل أيضًا الشباب التقدمي الذين يمتلكون آراء متقدمة حول حقوق الفلسطينيين. التحولات في مواقف هؤلاء الشباب توضح أن الحماس لحملة هاريس يتزايد في انحسار إذا استمرت المشاعر السلبية. إذا لم تقم هاريس بتغيير استراتيجيتها واستجابة لمخاوف الجالية، فإن الخسائر المحتملة في الانتخابات قد تكون جسيمة. بالنظر إلى مدى قرب الانتخابات، فإن الوقت ليس متأخرًا بعد، وينبغي على الحملة أن تتبنى استراتيجية جديدة لاستعادة الثقة والمشاركة من قبل هذه الفئة المهمة من الناخبين.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.