نشر حزب الله اللبناني مؤخرًا مجموعة من الصور والفيديوهات التي توثق عملية استهداف قاعدة غليلوت في ضواحي تل أبيب بصواريخ “قادر2”. تظهر هذه الصور مراحل تنفيذ العملية، بدءًا من إخراج الصاروخ من أحد الأنفاق، وصولًا إلى لحظة إطلاقه، مما يعكس القدرات العسكرية والتكتيكية للحزب. تأتي هذه العملية في إطار التوترات المستمرة بين لبنان وإسرائيل، مع تصاعد حدة النزاع العسكري في المنطقة.

الفيديو المرافق للصور يُظهر لحظة إطلاق الصاروخ وكيف وصل إلى سماء المنطقة المستهدفة. كانت تلك اللحظات محملة بالتوتر، حيث يظهر الإسرائيليون وهم يركضون في الشوارع أو يهرولون للاختباء مع دوي صافرات الإنذار التي أعلنت عن الخطر. هذه المشاهد تؤكد عمق الخطر الذي يشعر به المدنيون في تلك المناطق نتيجة النزاعات العسكرية المستمرة.

تستخدم هذه الأنواع من العمليات العسكرية كوسيلة للتعبير عن القوة والردع، حيث يسعى حزب الله من خلالها إلى إرسال رسالة واضحة مفادها أنه قادر على تنفيذ ضربات معقدة تتخطى حدود لبنان. تعكس هذه العمليات أيضًا العلاقة المعقدة بين حزب الله وإسرائيل، والتي تتسم بالتوتر الدائم والصراع على النفوذ في المنطقة، مما يزيد من المخاوف من تصعيد أمني قد يؤثر على الاستقرار الإقليمي.

تعتبر صواريخ “قادر2” من الأسلحة المتطورة التي تُظهر تقدم حزب الله في مجال التكنولوجيا العسكرية. يعكس ذلك استثمار الحزب في تطوير قدراته العسكرية على مر السنين، مما يجعله لاعبًا رئيسيًا في الصراع مع إسرائيل. كما تُسلط هذه الأحداث الضوء على كيفية تغير موازين القوى في المنطقة، حيث باتت الجماعات غير الحكومية قادرة على ممارسة تأثيرات كبيرة.

وفي ذات السياق، أثارت هذه العملية ردود فعل متباينة من قبل مختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة الإسرائيلية التي أدانت الهجوم واعتبرته تهديدًا للأمن القومي. تُعتبر مثل هذه الأحداث مصدر قلق للدول المجاورة وللأمن الإقليمي، حيث قد تؤدي إلى تصعيد عسكري أوسع يجر المنطقة إلى صراعات جديدة.

ختامًا، يشير ما حدث إلى أن النزاع بين حزب الله وإسرائيل لا يزال معقدًا ومتعدد الأبعاد. يبرز مشهد إطلاق الصواريخ ودور الأنفاق في تنفيذ العمليات العسكرية جانبًا آخر من الصراع، وهو الاستخدام الاستراتيجي للمساحات الحضرية لصالح الأهداف العسكرية. فقط الزمن سيحدد تطورات هذا الصراع ومدى تأثيره على الاستقرار الإقليمي والدولي.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.