قالت وسائل إعلام فلسطينية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بإسقاط براميل متفجرة على الأحياء السكنية شمال قطاع غزة، مما أدى إلى انفجارات قوية شديدة الأثر، وشعر السكان في مدينة غزة بالاهتزازات الناتجة عنها. وتفيد التقارير بأن طائرات الاحتلال أقدمت على إلقاء البراميل المتفجرة بطريقة عشوائية على المناطق المكتظة بالسكان. وتعتمد هذه البراميل على تصميم معدني أو إسمنتي يُملأ بالمواد المتفجرة والوقود، مما يؤدي إلى احتراق المنطقة أثناء سقوطها وتطاير الشظايا المعدنية، حيث يمكن أن يتسبب الانفجار في دائرة قطرها يصل إلى 250 متراً.

يعود استخدام البراميل المتفجرة إلى عام 1948، حيث كانت إسرائيل من أوائل الدول التي استخدمتها خلال النكبة ضد بلدة صفورية. وقد تزايد استخدام هذه الأسلحة في النزاعات، حيث انطلقت الولايات المتحدة باستخدامها في حرب فيتنام، وتوسع النظام السوري في استخدامها بدءاً من عام 2011. وتؤكد الدراسات العسكرية أن البراميل المتفجرة تعتبر أشكالًا من الأسلحة العشوائية وأساليب الهجوم غير النظامية، مما دفع مجلس الأمن لإصدار قرار بإدانتها كونها تمثل تهديداً كبيراً للسكان المدنيين.

استخدام البراميل المتفجرة ضد قطاع غزة ليس بجديد، إلا أن الأسلوب الذي تم اتباعه مؤخرًا يكمن في إلقائها عشوائيًا من الطائرات على الأحياء. يفسر الباحث المختص في القضايا العسكرية والأمنية أسامة خالد أن إسرائيل لديها عدة أهداف من استخدام هذه الأسلحة، منها تسريع العمليات العسكرية عبر إحداث دمار شامل في المناطق السكنية، والتقليل من المخاطر البشرية والإنشائية التي قد تعرقل تقدم القوات، فضلاً عن توفير ميادين معارك أخرى بتكاليف أقل.

تحمل البراميل المتفجرة مروحة دفع وصاعق ميكانيكي، وتستطيع كل واحدة منها حمل كميات هائلة من المواد المتفجرة. بفضل السيطرة الجوية، تستطيع إسرائيل استخدام هذه الأسلحة بكفاءة عالية، مما يجعلها أقل تكلفة وأكثر فعالية من الذخائر التقليدية. ويبرز الهدف الاستراتيجي من استخدام هذه البراميل في إجبار السكان على إخلاء مناطقهم، وذلك من خلال تدمير واسع النطاق يتبعها عمليات تهجير.

تشير التقديرات إلى أن القصف الإسرائيلي لا شمال غزة أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى، وخلف دمارًا إنسانيًا كبيرًا. وفي إطار السياق، يُنظر إلى استخدام البراميل المتفجرة على أنه جريمة جديدة واحدة من سلسلة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال. الشارع الفلسطيني يشهد عددًا متزايدًا من المآسي منذ اندلاع هذه المعارك في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث أدت العمليات العسكرية إلى مقتل أكثر من 143 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء.

بناءً على هذه المعلومات، يتضح أن استخدام البراميل المتفجرة يعتبر أحد الأساليب التي تسعى إسرائيل من خلالها لتحقيق أهدافها العسكرية، ولكن في الوقت نفسه، تنعكس هذه الأفعال على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مما يجعلها مرشحة لتصعيد أكبر في الصراع. هناك حاجة ملحة لمحاسبة الأطراف المسؤولة عن انتهاك القوانين الدولية وحقوق الإنسان في هذا السياق، حيث يظل المجتمع الدولي مُلاحقًا من قبل الأزمات الإنسانية المتفاقمة في المنطقة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.