في تقرير لموقع “فوكس” الأمريكي بتاريخ 23 أكتوبر 2024، تم تسليط الضوء على تراجع دعم الرجال السود للحزب الديمقراطي، والذي كان يعتبر تاريخيًا جزءًا أساسيًا من قاعدته الانتخابية. وتوضح المراسلة السياسية لي تشو أن دعم الرجال السود للرؤساء الديمقراطيين كان مرتفعًا في السنوات السابقة، حيث سجل 87% دعمًا لأوباما في 2012، و82% لكلينتون في 2016، و79% لبايدن في 2020. ومع ذلك، أظهرت استطلاعات حديثة تراجعًا ملحوظًا في هذا الدعم، حيث أفاد 70% من الرجال السود أنهم يدعمون كامالا هاريس، مما يشير إلى تآكل الولاء الديمقراطي.

يُعزى هذا التراجع إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك خيبة أمل الناخبين السود من الحزب الديمقراطي. على الرغم من كون هؤلاء الناخبين من أكثر الفئات ولاءً للديمقراطيين، إلا أنهم يشعرون بالتجاهل وعدم وجود تمثيل فعّال لاحتياجاتهم. يشير ديفيد تشايلدز، أستاذ التاريخ، إلى أن “الكثير منهم يشعر بالتهميش وأنهم ليس لديهم صوت يمثلهم”، مما يعكس شعورًا عامًا بالإحباط.

تتضمن الأسباب الرئيسية للتقلبات في دعم الرجال السود للحزب الديمقراطي ثلاثة عوامل رئيسية. أولاً، التفاوت العرقي في الثروة يعتبر من بين الاعتبارات الأساسية، حيث يواجه السود تحديات اقتصادية مشابهة لتلك التي يواجهها الآخرون، إلا أنهم يعانون بشكل أكبر من آثار التكاليف المتزايدة والمعيشة المفروضة على عاتقهم. وعلى الرغم من التحسينات في نسب البطالة والفقر خلال إدارة بايدن، لا تزال هذه النسب مرتفعة مقارنة بالبيض، مما يثير الشكوك حول فعالية السياسات الديمقراطية.

ثانيًا، يشير التحول في موقف الحزب الديمقراطي تجاه حقوق المثليين إلى تحول آخر قد يؤثر على الناخبين. فقد كانت الديمقراطيين سابقًا خصومًا لحقوق المثليين، لكنهم الآن قد تبنوا دعمًا واسعًا لهذه الحقوق، مما قد يتسبب في رد فعل لدى بعض الناخبين، بما في ذلك الرجال السود، الذين يحتفظون بمواقف اجتماعية محافظة. وتعكس هذه الديناميكيات أيضًا التوترات بمجال الجندر، حيث أن ترشيح كامالا هاريس قد يثير تساؤلات حول التحيز الجندري.

الأبعاد الثالثة التي تؤثر على موقف الرجال السود تتمثل في ارتفاع المعلومات المضللة والتزييف، حيث تشير التحليلات إلى استغلال النخب اليمينية للمخاوف الحقيقية للناخبين السود لترويج رسائل مضللة عن فشل القيادة الديمقراطية في تلبية احتياجات مجتمعهم. تبرز هذه الظاهرة بشكل خاص في منصات التواصل الاجتماعي، حيث يتم تداول الشائعات والأكاذيب بسرعة، مما يساهم في تعزيز المشاعر السلبية تجاه الحزب.

تشير جميع هذه العوامل إلى أن التحديات التي يواجهها الحزب الديمقراطي في حفز الدعم من كانتهم الانتخابية التقليدية تتطلب التفكير النقدي وإعادة التفكير في استراتيجياتهم. بينما لا يزال لدى الرجال السود مشاعر مختلطة تجاه الديمقراطيين، فإن استمرار هذه الديناميكيات يمكن أن يؤثر على نتائج الانتخابات القادمة. يتوجب على الحزب مواجهة هذه القضايا بجدية والعمل على إعادة بناء الثقة لدى فئة تعتبر محورًا أساسيًا في تحالفاتهم، وفي الوقت نفسه، يجب أن يدركوا أن الجماعات المختلفة داخل المجتمع يمكن أن تكون لها اهتمامات وآمال متباينة، مما يستلزم استراتيجيات أكثر تنوعًا وشمولية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.