ستخدم ورشة عمل تصنيع الخزف التي أنشأها الدوق فرانشيسكو الأول دي ميديشي في عام 1575 التقنيات والمواد نفسها كمصدر إلهام لمجموعة جديدة من الأعمال. تلك الورشة المنقرضة أنتجت مجموعة محدودة ومتنوعة من الأواني الزخرفية، وتم استخدامها كمصدر إلهام لمعرض ‘Future Relics’ في فلورنسا. حيث حثت المعرض ستة مصممين معاصرين على الاستجابة لمجموعات العائلة الملكية الفلورنسية. تركز المبادرة على كيفية رعاية هذه العائلة الفلورنتينية القوية للإبداع خلال عصر النهضة الإيطالية. ثم يتم تقديم هذه الأعمال في معرض في قصر كورسيني آل براتو في فلورنسا

يقدم استوديو الإضاءة الإيطالي مورغن عملًا بحثيًا بعنوان “Past Forward” مستوحى من مجموعة من الخزانات المزخرفة التي كانت تملكها عائلة ميديشي. احتوى العمل على إشارات ديكورية إلى حرف النهضة، وذلك بضم العديد من المراجعات الموادية المختلفة. استوديو كار الذي يقع في قوانتشو قام بتصميم كرسي يشبه العرش يرمز إلى مقعد السلطة الذي تجلس عليه آل ميديشي، في حين قام المصمم المكسيكي أندريس منير بإنشاء مذبح يهدف إلى تمثيل التراث الثقافي لعائلة ميديشي. على هذا النحو، يعكس هؤلاء المصممين كيفية التأثير الثقافي والفني الهائل الذي تركه عائلة ميديشي على العالم المعاصر

بالإضافة إلى ذلك، يوفر المعرض فرصة لمقارنة الممارسات التصميمية والحرفية الحالية مع الماضي. فالعالم كان مختلفًا في ذلك الوقت، حسب تصريح رودولفو فيولا من استوديو مورغن. وأضاف أن القيام بما قاموا به في تلك الحقبة الزمنية تقريبًا مستحيل في الوقت الحالي، وذلك ليس لأننا لا نمتلك المعرفة أو التقنيات، ولكن لأننا لا نملك الوقت الكافي. على الرغم من ذلك، يعتبر المشاركون في المعرض أن استعراض تراث العائلة الملكية الإيطالية يعكس على المعاني المتعددة لخلق الأشياء التي يتم الاحتفاظ بها بقيمة جمالية أو رمزية أو مادية

يشمل تصميم بيير دي فالك المقيم في بلجيكا سلسلة من الأعمال التي تتحدث عن ثقافة إهداء الهدايا في تلك الفترة التاريخية، بداية من البحث التاريخي في كيفية إعراب العائلات مثل تلك عن العلاقات الاجتماعية والعلاقات الحليفة والتأثير. فيما أبدعت المصممة الفرنسية السيراميك إلسا فولون خزانًا بتفاصيل مطلية بقطع من معدن الكبريتيد المعدني، مستوحاة من الخزائن الدينية الإيطالية. يجمع هؤلاء المصممين في قصر كورسيني آل براتو، الذي كان ملكية لعائلة ميديشي، ويهدفون من وراء هذه الأعمال إلى تفكير في ما يعنيه خلق جسم ثمين معنويًا أو رمزيًا أو ماديًا، والإجلاء عن ذلك

تركز المصممة البلجيكية بيير دي فالك في أعمالها على ثقافة الإهداء في تلك الفترة التاريخية، مما دفعها لاستخدام مادة اللازورد، وهي حجر كريم يستخدم لإنشاء اللون الأزرق الداكن في الرسم النهضوي. بينما استوحى استوديو الإضاءة الإيطالي مورغن كرسيًا يشبه العرش من مقعد السلطة الذي شغله كوزيمو الأول دي ميديشي والذي جاء بعده العديد من الدوقات. وقد إبتكر المصمم المكسيكي أندريس مونيير مذبح يهدف لتمثيل التراث الثقافي للعائلة الملكية ميديشي، والاعتماد على فن الجدار الفاخر الفلورنتي. فيما صممت السيراميكية الفرنسية إلسا فولون خزانة نحتية مزخرفة مرصعة بقطع من البيريت، مستلهمة من خزائن العهد النهضوي الإيطالي. تجمع هذه الأعمال في معرض ‘Future Relics’ لا لتحقيق مزيد من النقاط عن إرث العائلة الملكية، بل للتأمل في معنى إنشاء جسم ثمين يحمل قيمة جمالية أو رمزية أو مادية

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.