تنتهج إسرائيل سياسة التدمير الممنهج للمباني والمربعات السكنية في قطاع غزة، وخاصة في المناطق الشمالية، حيث تشهد اليوم مأساة إنسانية. قناة الجزيرة حصلت على صور تظهر نسف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمباني في منطقة التوام شمال غربي غزة بعد أن نجحت المقاومة الفلسطينية في إسقاط طائرات مسيرة إسرائيلية. ووفقًا لتقرير الجزيرة، نسفت قوات الاحتلال مئات المنازل والمربعات السكنية في مناطق مختلفة من غزة خلال أسبوعين فقط.
الهدف الرئيسي للاحتلال الإسرائيلي يبدو أنه هو تدمير الكتلة العمرانية في شمال قطاع غزة وتهجير سكانها، وذلك ضمن ما يُعرف بـ”خطة الجنرالات” التي وضعتها إسرائيل في الأشهر الأخيرة. تهدف هذه الخطة إلى تحويل قطاع غزة إلى منطقة عسكرية مغلقة وإخراج السكان بالقوة، في مسعى نحو القضاء على أي مظاهر للمقاومة الفلسطينية في القطاع.
تنفيذ خطة الجنرالات يأتي بعد تصاعد الصراع بين كتائب القسام والقوات الإسرائيلية، حيث نجحت المقاومة الفلسطينية في تنفيذ كمائن محكمة وشن هجمات موجعة ضد القوات الإسرائيلية. وفي سبيل تحقيق أهدافها، تستخدم إسرائيل أشرس الطرق وأعنفها، من بينها استخدام القنابل التي تخلف دمارًا هائلًا في المنطقة وتجبر السكان على ترك منازلهم.
تقوم الاحتلال الإسرائيلي بسياسة تدمير ممنهجة في شمال غزة لاستهداف المناطق المأهولة، وتحقيق أهدافها العسكرية بأقسى الوسائل الممكنة. وتكشف الإحصائيات أن غاراتها الجوية سببت دمارًا هائلًا في غزة، مما أدى إلى تدمير آلاف المباني ومرافق البنية التحتية، وتحويل أجزاء كبيرة من القطاع إلى أنقاض وخراب.
سياسة التدمير الممنهج التي تنتهجها إسرائيل في قطاع غزة تعد من بين الأساليب القمعية التي تستخدمها لتحقيق أهدافها السياسية والعسكرية بحق الفلسطينيين. ويثبت استمرار هذه السياسة المدمرة تعميق الأزمة الإنسانية في غزة وتجاوز القوانين الدولية وحقوق الإنسان، مما يستدعي موقفًا عالميًا لتوقف هذه الممارسات القمعية.
