أفادت صحيفة “زمن إسرائيل” بأن خبراء إسرائيليين دعوا إلى شن هجمات واسعة النطاق ضد الأهداف الإيرانية في سوريا، في سياق التوتر المتزايد بين إيران وإسرائيل. في أوائل سبتمبر/أيلول، أكدت تقارير إعلامية أن القوات الخاصة الإسرائيلية شنت غارة جوية على منشأة أسلحة في مصياف بسوريا، مما أسفر عن مقتل 14 شخصًا وإصابة آخرين. وتعتبر هذه العملية ذات أهمية خاصة نظرًا لاستمرار التصعيد بين الطرفين، إذ تحتوي منطقة مصياف على منشآت تتبع المركز السوري للدراسات والبحوث العلمية، والمعروفة بأنها تحت إدارة إيرانية.

المركز السوري للدراسات والبحوث العلمية، والذي يملك فروعاً متعددة في البلاد، تحول بحسب الخبراء إلى بنية عسكرية يديرها الإيرانيون. تشير التقارير إلى أن منشأة مصياف تحتوي على مواقع تركز على تطوير وإنتاج الصواريخ المتوسطة المدى المستخدمة من قبل حزب الله اللبناني. في هذا السياق، يبرز رئيس قسم الأبحاث في مركز “ألما” للبحوث الأمنية، تال باري، أهمية القضاء على حزب الله عبر تدمير مراكز إنتاج الأسلحة الإيرانية في سوريا، محذرًا من خطر انتقال الأسلحة الكيميائية إلى الحزب.

ووفقاً لمركز “ألما”، يقوم أحد المعاهد التابعة للمركز السوري بإنتاج الطائرات بدون طيار والقنابل ووقود الصواريخ، مما يعزز القدرة العسكرية للمليشيات المدعومة من إيران. وذكر باري أن هذا المعهد يعد جزءاً محورياً من الصناعات الدفاعية السورية، ويعمل فيه نحو 20 ألف موظف، بما في ذلك الباحثين والمهندسين وضباط الجيش. وقد قامت إيران بتوسيع سيطرتها على المركز لتحقيق هدفين رئيسيين: تطوير ترسانة أسلحتها في المنطقة وتقليص إمدادات الأسلحة إلى حزب الله.

وبحسب باري، فإن هجومًا واسع النطاق على منشآت المركز قد يؤثر بشكل كبير على جهود حزب الله في إعادة التسلح واستعادة قدراته العسكرية، مما يُعد رسالة قوية لإيران في ضوء تصاعد التوترات. وقد أشار إلى أن إيران أطلقت حوالي 200 صاروخ باليستي على إسرائيل مؤخرًا، مما أثار تساؤلات حول عدم تنفيذ إسرائيل هجومًا وقائيًا على هذه المنشآت.

فيما يخص الأسلحة الكيميائية، أوضح باري أن الحرائق التي وقعت في “معهد 4000” بمصياف تشير إلى احتمال وجود مواد كيميائية قابلة للاشتعال. وتعتبر الأسلحة الكيميائية جزءًا من ترسانة النظام السوري، وسط تقارير عن استخدامها من قبل الجيش السوري رغم التزامه بتدميرها في عام 2013. ويتوقع باري أن تقع هذه الأسلحة في يد حزب الله، مشيرًا إلى استمرار الحزب في تلقي الأسلحة الإيرانية حتى بعد نشوب النزاع في المنطقة، مما يبرز الحاجة إلى جهود مشتركة لتجفيف ترسانة الحزب وضمان منع تدفق الأسلحة.

الأوضاع في المنطقة تحمل دلالات خطيرة، حيث تُظهر التصريحات والتحليلات تزايد القلق الإسرائيلي من تطور القدرات العسكرية الإيرانية وحليفها حزب الله في سوريا. نجاح إسرائيل في تنفيذ عمليات وقائية يعتبر جزءًا من استراتيجيتها الفعالة لاحتواء التهديدات المتزايدة، في حين أن فشلها في اتخاذ خطوات شاملة قد يُعتبر تراجعًا عن أهدافها الأمنية. الوضع المعقد يتطلب تفكيرًا استراتيجيًا يسير بالتوازي مع التحليل الفعّال للتغيرات المحتملة في سلوك الأطراف المعنية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.