تواجه الحدود الأردنية تصاعدًا ملحوظًا في عمليات تهريب المخدرات، وذلك في ظل التوترات العسكرية التي تمر بها المنطقة، بدءًا من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وصولًا إلى التصعيدات في لبنان. رغم أن ظاهرة تهريب المخدرات ليست جديدة، فإن الظروف السياسية الحالية أدت إلى زيادة نشاط مجموعات التهريب، خاصًة في النصف الأول من أكتوبر/تشرين الأول. وفي هذا السياق، برزت إسرائيل كمصدر رئيسي لتهريب المخدرات إلى الأردن، وهو ما أعلنه مسؤولون في تقاريرهم الحصرية للجزيرة نت.

فقد أعلن الأردن عن إحباط 32 محاولة تهريب للمخدرات منذ 19 أغسطس/آب حتى منتصف أكتوبر، كانت معظمها في المنطقة العسكرية الجنوبية القريبة من الحدود الإسرائيلية. بينما تؤكد الجهات الرسمية الأردنية على استمرارها في مواجهة هذه التهديدات التي تعتبرها تستهدف أمن البلاد. وقد أشار خبراء أمنيون إلى تورط إسرائيل بشكل مباشر في عمليات التهريب من خلال مجموعات تعمل في المناطق المحاذية للحدود الأردنية. التحليل يشير إلى ما يسمى بـ”الهجرة المعاكسة للحبوب المخدرة” التي تبدأ من سيناء وتنتهي في الأردن، إضافةً إلى الأثر السلبي للانشغالات الأمنية للجيش الإسرائيلي.

يتواجد توجيه جديد للمجموعات استخدموا فيه تقنيات حديثة مثل الطائرات المسيرة، وهو ما انعكس على تصاعد ظاهرة تهريب المخدرات عبر هذه الوسائل. حيث تم تسجيل حالات لاستخدام الطائرات بدون طيار في عمليات التهريب، مما زاد من تعقيد الأوضاع الأمنية على الحدود. ويعزو الخبراء ذلك إلى انشغال الجانب الإسرائيلي بالحروب والنزاعات الداخلية، مما يوفر بيئة خصبة لمزيد من أنشطة التهريب، مع احتمالية استخدام هذه الطرق لتهريب الأسلحة في المستقبل.

تمتاز أساليب التهريب بالتطور والابتكار، حيث لجأ المهربون إلى وسائل متعددة تتضمن إدخال المخدرات عبر آليات ثقيلة ومواد غذائية، إضافة إلى توظيف النساء والأطفال. لكن التركيز الأكبر أصبح على استخدام الطائرات المسيرة، التي تُعتبر أقل احتمالاً للاكتشاف، وهو ما يجبر السلطات الأردنية على تعزيز منظومتها الأمنية لمواجهة هذه التهديدات الجديدة. ووفقًا للبيانات الرسمية، يتم إسقاط الطائرات التي تُرصد وتحمل مواد مخدرة، مع تحويل المضبوطات إلى الجهات المختصة.

أيضًا تستمر سوريا كمرجع رئيسي في تهريب المخدرات إلى الأردن، حيث تشهد البلاد العديد من القضايا المتعلقة بذلك. وأثبت الباحثون أن العوامل المختلفة مثل الأحوال الجوية والموسم تلعب دورًا في تصاعد أو تراجع عمليات التهريب. كما أن العلاقات العشائرية تلعب دورًا في هذا الملف، حيث تتم الاتصالات بين المهربين عبر شبكات وثيقة من الثقة. الأمر الذي يجعله نتيجة طبيعية للاجتماع المتداخل بين الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة.

تحديدًا، التنافس والتهريب يزداد تعقيدًا مع استغلال الأوضاع السياسية وأيضًا الممارسات التجارية بين مختلف الدول. وقد أشار الخبراء إلى أن العمليات التي تنطلق من إسرائيل وسيناء تستنسخ الأساليب الموجودة في سوريا، مع تأكيد أن الأردن بموقعه يعتبر ممرًا مهما للمخدرات نحو باقي الدول. يعكس ذلك التجدد المتواصل للتهديدات التي تواجه الأردن، والذي يُعتبر مثقلاً بملايين الحبوب المخدرة القادمة من مختلف الاتجاهات، مما يطرح تساؤلات مفتوحة حول الأبعاد السياسية الكامنة وراء عمليات التهريب، وما إذا كانت تشكل جزءًا من استراتيجيات أكبر تتجاوز التجارة التقليدية للمخدرات.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.