ما زال العالم اليوم مغمورا بمشاهدة القنوات الفضائية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يبدو ان الاستسلام للمحتوى الذي يتم بثه أمر لا مفر منه. لو تم تجنب المحتوى الضار، لكان الأمر أسهل، ولكن مع توفر مصادر المعلومات المتعددة، أصبح من الصعب تجنبه. فالوضع الراهن يتعلق بتداخل مستويات مختلفة من التغذية الثقافية ووسائل نقلها، حيث يعتبر الاستهلاك المصطنع هو المركز الحقيقي لحياتنا، والذي يؤثر على جميع جوانبها.

تطبيق قاعدة اقتصادية قديمة في الإرخاء يعني تجنب دعم أي محتوى غير لائق أو ضار، ولكن هذا التطبيق قد يكون عاجزا تماما أمام الكم الهائل من المحتوى السام الذي يتم بثه. لا يمكن للتغافل أو المقاطعة أن تكون ذات جدوى في عالمنا اليوم، حيث أصبح الفرد محاصرا داخل هذا البحر الإعلامي الهائل الذي يفرض عليه الاستهلاك الزائف.

من خلال اتباع تاريخ الفنون، يمكن معرفة كيف تم اختطافها من قبل رؤوس المال واستخدامها في عمليات اقتصادية تجارية. بينما يحتاج الفن إلى أن يكون الحائط الصلب الذي يقاوم تلك التدني والركود، يبدو أننا نعيش في زمن حيث يهيمن المنتج على الحضور، ويُفرض تفاهته على المشاهدين الذين يستهلكون أي شيء يوجه لهم.

لا يمكن العثور على المثالية في عالم مثلنا، حيث تعتبر القيم الفعلية هي تلك التي يتبعها اهل الزمان. وبالرغم من أن لدينا قيمنا الخاصة، إلا أنه من الصعب تعبير عنها في عصر تسود فيه قيم العقلانية والهيافة. يبدو ان العصر الحالي يحتاج إلى تصحيح المسار والتمسك بالقيم الحقيقية التي قد تخلصنا من السخف والتفاهة الذي يعم العالم اليوم.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.