في سبتمبر الماضي، زار الكاتب الدرعية لأول مرة في حياته، وشعر بأنه يتجول في زوايا التاريخ السعودي. تأسست الدرعية كعاصمة للدولة السعودية الأولى عام 1767، وضمت أجزاء من العراق والشام والجزيرة العربية. تميز تاريخ تأسيس الدرعية بأنه أقدم من تأسيس الولايات المتحدة وكندا والاتحاد البريطاني، مما يعكس أسبقية تاريخية فريدة. يتضح في حي الطريف بالدرعية روح العمارة النجدية التقليدية، ويمر الزائر بقصر سلوى الذي يعكس تصميمًا تقليديًا فريدًا.

إلى جانب المناطق التاريخية، تضم الدرعية متاحف وفنادق ووجهات سياحية حديثة، بهدف تحويلها إلى مركز سياحي وتراثي عالمي، مع الحفاظ على الأصالة والهوية الثقافية. يتم ترميم المعالم التاريخية باستخدام مواد تقليدية ومهارات قديمة، ما يساهم في إضافة مصداقية على مشاريع التطوير. يتم تنفيذ مشاريع جديدة في الدرعية، مثل إنشاء أوبرا ملكية وشبكة من الأنفاق الأرضية للحفاظ على جمال المدينة.

تسعى الدرعية إلى الاستدامة الثقافية والحفاظ على تراثها، من خلال دمج الماضي بالحاضر والاستفادة من التقنيات الحديثة. تحتفظ المباني والمشاريع الجديدة في الدرعية بالتصميم العمراني النجدي، وتعكس الأنشطة والفعاليات ثقافة وتراث المنطقة. يتم تنفيذ المشاريع الجديدة بإشراف مباشر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية وجعل الدرعية وجهة ثقافية وسياحية على الصعيدين الداخلي والخارجي.

الاهتمام بالدرعية اكتسب زخمًا خلال عهد الملك سلمان، حيث تم إنشاء هيئة تطوير الدرعية وشركة الدرعية للمشاريع الثقافية والبنية التحتية. يواجه الدرعية تحديات جديدة في دمج الماضي بالمستقبل وبناء هوية متجددة تجمع بين التاريخ والتقنيات الحديثة، مع الحفاظ على الأصالة والهوية العربية.

يشير الكاتب إلى أنه من الصعب منافسة الدرعية على المستوى العالمي، نظرًا للاهتمام الكبير والمشاريع الكبيرة التي يتم تنفيذها. تدعو الحضارة الزائرين لزيارة الدرعية وقضاء الوقت في حي الطريف ورؤية قصر سلوى والتجول في طرقات المدينة العتيقة. تؤكد الدرعية على مزيجها الفريد من التاريخ والحاضر، ورغبتها في أن تصبح وجهة مميزة على الساحة الدولية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.