تعاني سماهر الشنباري،الأم الأربعينية والأرملة، من قسوة الظروف التي تعيشها في قطاع غزة، حيث تكافح لتوفير الغذاء لثلاثة من أطفالها بعد ضياع أسرتها جراء الحرب والنزوح المستمر. تعكس حالة ابنها الوحيد الأصغر، محمود، (7 سنوات) المشهد المأساوي لسكان غزة، حيث يعاني من سوء التغذية ويعبر عن حزنه المستمر بسبب افتقاده للأطعمة الطبيعية التي كان يتناولها سابقًا. تستند حياتها اليومية إلى التحديات التي واجهتها منذ أن اضطروا للفرار من أمكنتهم الأصلية، متجهين من بيت حانون إلى رفح عبر عدة محطات نزوح، والذين أصابتهم الفقر وشظف العيش.

سماهر وطفلها محمود يعيشان في ظروف يرثى لها، حيث لا تتوافر أمامهم إلا المعلبات، وذلك بسبب القيود المشددة التي فرضها الاحتلال على دخول المساعدات الغذائية. تروي سماهر بشغف المعاناة التي يجسدها مثلها ومثل الكثيرين، مشيرة إلى غياب الخضروات واللحوم الطازجة، وهو ما أدى إلى تفاقم مشاكل الصحة العامة. وبجانب ذلك، تبرز التحديات المعيشية من قبيل ارتفاع الأسعار، حتى أن المواد الأساسية مثل الطحين أصبحت تباع بأسعار خيالية بعد أن كانت في متناول اليد قبل اندلاع الحرب.

الحرب قامت بتدمير سبل العيش في قطاع غزة بشكل كبير، وأصبح الاعتماد على المعلبات غير الصحية هو السبيل الوحيد للبقاء. وقد أدى ذلك إلى انتشار الأمراض والمشاكل الصحية بين السكان، وخاصة بين الفئات الضعيفة مثل الأطفال والنساء الحوامل. يعاني الكثيرون من سوء التغذية وتدهور صحتهم بسبب تناول الأطعمة غير الصحية، وهذا الوضع تحذير كبير للجهات المعنية ولمنظمات حقوق الإنسان.

ووفقًا لتقارير وزارة الزراعة، فإن الكارثة الزراعية التي يتعرض لها القطاع حادة، حيث تم تدمير 67% من الأراضي الزراعية وارتفعت أسعار السلع بشكل غير مسبوق. تعكس الأرقام حالة الاقتصاد في غزة، الذي يواجه أزمة متزايدة نتيجة تدمير المستوطنات الزراعية وعدم وجود مواد أساسية للسوق. المسؤولون يشيرون إلى أن هذا يهدد الأمن الغذائي للسكان ويزيد المخاوف من انتشار المجاعة.

كما أن المناطق التي تعرضت للقصف، مثل شمال غزة، تتطلب جهوداً عاجلة لإعادة تأهيل الاقتصاد الزراعي والصيد؛ إذ تضررت معظم المزارع والبنية التحتية، بما أدى إلى تدهور كبير في إنتاج الغذاء. هذا التدهور ينعكس على معيشة الأسر، بمن فيها الأسر الكبيرة مثل عائلة أم سامر، التي تجد صعوبة بالغة في الحصول على أغذية صحية بعد أن فقدوا كل ما يمتلكونه.

تتزايد مشاعر الإحباط واليأس بين السكان الأكثر فقراً نتيجة هذا الوضع القاسي. وبحمد الجهود المتواصلة من المنظمات الإنسانية، يبقى الأمل في تخفيف معاناة السكان وتحسين الظروف المعيشية في غزة. ومع ذلك، فإن الظروف الحالية تشير إلى أن الحلول طويلة الأمد ستحتاج إلى تعافي شامل وبناء مستدام لمأساة إنسانية غير مسبوقة. إن استمرار الانتهاكات والقيود يساهم في تفشي الفقر والجوع، مما يتطلب اتخاذ إجراءات فورية لحماية حقوق السكان المنكوبين.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.