تتسم علاقة روسيا بالغرب بالتوتر في الوقت الحالي، وهذا يجعل موسكو تعمل على تحقيق خرق جديد في توجهها نحو إنشاء أسس لنظام مالي عالمي جديد. ومن المقرر عقد قمة مجموعة “بريكس” في قازان في أكتوبر الجاري، ويهدف مراقبون روس إلى وضع منطلقات لإطلاق عملة جديدة لبلدان المجموعة وإنشاء نظام تسوية مالي دولي جديد.

أُنشئت مجموعة “بريكس” كرد فعل على الأزمة المالية العالمية في عام 2008، وتشمل بلدان نامية. وروسيا أصبحت العضو الأكثر تضررًا في المجموعة بسبب العقوبات الغربية التي فرضت عليها منذ عام 2014. وتواجه البلاد عقوبات مالية قاسية وتجميدًا لأصولها الأجنبية بقيمة مليارات الدولارات.

تعتزم روسيا تقديم تقرير في قمة قازان حول خيارات إنشاء منصات دفع بديلة لتسويات بين دول المجموعة. وتهدف إلى تقليل الاعتماد على الدولار في الاقتصادات البريكس. وتشير البيانات إلى أن حصة العملات الوطنية للمشاركين في المنظمة تصل إلى 65%.

من جهته، يروي الباحث الاقتصادي أن روسيا قد حققت خطوات مهمة في تحويل التجارة إلى شركاء جدد رغم الضغوط الغربية. وهو يعتقد أن النظام المالي الجديد سيبدأ في التبلور بشكل أكثر وضوحًا بعد قمة قازان، وسيسهم في تقليل اعتماد دول البريكس على الدولار.

وفي هذا السياق، يرى الكاتب الاقتصادي أن مجموعة “بريكس” ليست مجرد علامة تجارية، بل إطار لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول الكبرى والمتوسطة. ويرى أن النقدية الدولارية ما زالت تستخدم بشكل رئيسي، ولكن تحولًا تدريجيًا نحو العملات الوطنية يُعتبر خطوة مهمة.

يوضح الباحث الاقتصادي أن التوتر بين روسيا والغرب يعكس اهتمام الدول النامية بتقليل اعتمادها على الدولار في المدفوعات الدولية. تسعى مجموعة “بريكس” إلى توحيد هذه العملية، وقد ازداد اهتمام الدول بالانضمام إلى المنظمة. ويتوقع أن تتجدد المناقشة حول إنشاء عملة موحدة للدول الأعضاء في القمة القادمة في قازان.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.