تشير دراسات إلى أن مشكلة العقم تزداد على مستوى العالم، وأن هناك حاجة ملحة لإعادة النظر في الافتراضات التقليدية التي تلقي باللوم على النساء فقط. وفقًا لتقرير من جريدة إندبندنت البريطانية، يمكن أن تكون مشاكل العقم مرتبطة بالرجال بشكل كبير. يشير التقرير إلى انخفاض ملحوظ في أعداد الحيوانات المنوية ومستويات الخصوبة لدى الرجال على مستوى العالم، مما يستدعي التركيز على دور الرجال في تشخيص حالات العقم.

تقترح الدراسات أن هناك خرافات تاريخية تحيط بموضوع خصوبة الرجال، مثل اعتقاد بأن الرجال يظلون خصبين بصفة دائمة بغض النظر عن عوامل أخرى. وفي ورقة بحثية نُشرت في عام 2019 وعنونت (الرجال المنسيون)، أشارت إلى أن 1 من كل 20 رجلاً يعاني من انخفاض في مستويات الخصوبة، مشيرة إلى أن عوامل مثل السمنة والتدخين والتعرض للمواد الكيميائية الضارة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على خصوبة الرجال.

بالإضافة إلى ذلك، كشفت تقارير علمية نُشرت في عام 2022 أن عدد الحيوانات المنوية قد انخفض بنسبة 1.2% سنوياً بين عامي 1973 و 2018، وتسارع هذا الانخفاض إلى 2.6% بعد عام 2000. وهذا يعكس الدور المتزايد للرجال في تفاقم مشكلة العقم على مستوى العالم، ويسلط الضوء على أهمية التركيز على الجوانب الصحية والبيئية التي قد تؤثر على صحة الخصوبة الذكورية.

من الجدير بالذكر أن العوامل المرتبطة بنمط الحياة كالسمنة والتدخين قد تكون أحد الأسباب الرئيسية وراء انخفاض الخصوبة لدى الرجال. وهذا يشير إلى أهمية تغيير العادات السيئة والاهتمام بالعوامل البيئية التي قد تؤثر سلبًا على صحة الرجال وعلى خصوبتهم. ويشدد الخبراء على أنه من الضروري التوعية العامة بأهمية اتباع نمط حياة صحي والحد من التعرض للمواد الضارة للحفاظ على صحة الرجال وزيادة فرص الخصوبة.

بناء على ذلك، يجب على المجتمع أن يتحد لمواجهة مشكلة العقم والعمل على تغيير الافتراضات التقليدية التي تركز فقط على النساء كمسؤولين عن هذه القضية. يجب على الأفراد والمؤسسات الصحية والبيئية توحيد جهودهم لتوعية الناس بمخاطر العوامل البيئية والتغذية السيئة على صحة الرجال وخصوبتهم. ومن المهم أيضًا دعم الأبحاث والدراسات التي تسلط الضوء على عوامل جديدة قد تكون لها علاقة بارتفاع نسبة العقم والتركيز على التدابير الوقائية والعلاجية المناسبة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.