فنانون كاليفورنيون كانوا يرسمون جدارية في بوتشا، أوكرانيا، تحمل علامات الموقع الذي قتل فيه سكانها بشكل مأساوي على يدي قوات الجيش الروسي. قام الجنود الروس بأحتلال بوتشا في فبراير 2022 خلال غزوهم لأوكرانيا وظلوا هناك لمدة شهر تقريباً. عندما أعادت القوات الأوكرانية احتلال البلدة، اكتشفوا ما سرعان ما تم تحديده كمركز لفظائع الحرب التي ارتكبتها موسكو. تركت الشوارع، الحدائق والمنازل لضواحي الحي الهادئ يعج بعشرات الجثث للرجال والنساء والأطفال، بما في ذلك بعضهم يحمل علامات التعذيب. أصبحت الأجواء في الضاحية الهادئة يوماً من الصدمة والصمت. تم استعادة أكثر من 400 جثة، رغم أن السلطات الأوكرانية لم تكمل الحصيلة النهائية للضحايا حيث أن العديد لا يزالون في عداد المفقودين. عبرت ناتاليا فيربوفا، التي قتل زوجها أندري كرتبة دفاعية تطوعية عن البلدة، عن أهمية الموقع قائلة “أعطى الفتيان حياتهم، تم قتلهم هنا، تم التعذيب هنا، انسكب الدم هنا، هذا مكان للمعاناة والدموع ونحن نأتي هنا لنكرمهم، لنتذكرهم، ولأحبائنا وأقاربنا. إن هذا المكان لنا رمزي.”

الفنانون الأمريكيون تريستان، جوني و”بانديت” سافروا إلى أوكرانيا لرسم جداريات على المباني المتضررة في جميع أنحاء البلاد وإنتاج وثائقي يعرض أوكرانيا وشعبها. بدأت مبادرتهم تحت اسم “الألوان المقاومة.” شاهد التقرير الكامل في المشغل أعلاه.

واجه عدد من الجنود الأوكرانيين في معركة ودفاعهم عن البلدة تعرضا لهم في بوتشا وعند استرجاعها من قبضة القوات الروسية اللامعقولة، على قتل عشرات الجنود والمدنيين الأوكرانيين الأبرياء ليخلو المكان من أي ملامح من الحياة.، لأن الأطفال والنساء تعرضوا لنفس المصير فتعزى البلدة بذكرى ألم حقيقي. تعبر هذه الجدارية عن التعاطف مع أهاليُ بوتشا والشعب الأوكراني بشكل عام. وكانت البلاد قائده حريصون على ذلك. وتحمل هذه الجدارية رسالة قوية لإدانة وتذكير العالم بالمجازر الذي اقترفت في الحرب. التحركات الروسية والحرب المتصاعدة في أوكرانيا شكلت صدمات كبيرة لأمم العالم وبتكاتفهم أنقذوا أف الضحايا.

لا أحد يمكن أن ينكر بأن الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا قد تميز بالعديد من الجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والتعذيب والقتل. من خلال جدارياتهم، يدعو الفنانون الأمريكيون إلى توحيد الجهود الدولية للتصدي لمثل هذه الانتهاكات الخطيرة والمساعدة في تحقيق العدالة. يظهر هذا العمل الفني من فن الشارع أهمية الفن كوسيلة للتعبير عن الواقع وتشجيع التغيير الاجتماعي والسياسي. تعكس هذه الجدارية قوة الفن في تسليط الضوء على الظلم والظروف القاسية التي يواجهها الناس، وتعزز الوعي وتحفز على العمل الجماعي من أجل مجتمعات أكثر عدالة وسلاماً. تمكن الفنانون من جلب الانتباه إلى الأزمة الإنسانية في أوكرانيا وتعزيز التضامن العالمي مع ضحايا الحرب.

ومن خلال هذه الجدارية، نشاهد قدرة الفن على تسليط الضوء على قضايا إنسانية هامة وجذابة لا توجد مقاومة في التعبير عنها إلا من خلال الفن. بالنظر إلي الستيل الموضوعات المثيرة، فهي لا تزال تشكل عائقًا أساسيًا في النفاق العام والمراقبة الكاملة التي يمارسها كراهبة المجتمعات. تُظهر الجدارية أن الفن يمكن أن يكون قوة فعالة للإخضاع شياطين الصراعات والتقديرات الجيوسياسية وإشراك الجميع في ترسيخ القيم الإنسانية ونشر السلام والتعايش بين الثقافات المختلفة. هذه الجدارية تثبت البصمة التاريخية على ما حدث في بوتشا وتعزز الوعي العالمي بأهمية تحقيق العدالة وتجنب تكرار الفظائع في المستقبل.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.