في تقرير نشرته صحيفة “غارديان”، تم تسليط الضوء على تراجع أعداد الحشود التي تحضر تجمعات المرشح الجمهوري دونالد ترامب. تشير الصحيفة إلى أن هناك مللاً وإرهاقاً يمتد للناخبين، وهو ما عزاته منافسته المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. تجسدت هذه الظاهرة في تجمع في مارييتا بولاية جورجيا، حيث تكوّنت صفوف طويلة للدخول، لكن نسبة كبيرة من الحضور غادرت مبكراً قبل انتهاء خطاب ترامب. يشير التقرير إلى أن حضور بعض الأشخاص قد انخفض بمقدار الثلث، حيث تنبأت هاريس بأن انفراد ترامب بمواضيع غريبة سواء عن شخصيات خيالية أو مواضيع غير متعلقة بالسياسة، قد ساهم في عزوف المواطنين.

الأحداث داخل تجمع ترامب كانت وصفت بأنها “حمى هذيان”، كما أن العديد من الحضور تركوا مقاعدهم خلال خطابه، حيث غادر حوالي 30% منهم بعد بضع دقائق فقط. قدموا أعذاراً متنوعة بما في ذلك شعورهم بالملل أو الاضطرار للعودة إلى منازلهم. أحد الحضور، وهو شاب دنماركي، وصف جو التجمع بأنه غير مرتبط بالسياسة الأميركية. بالمقابل، كان هناك أشخاص غادروا بسبب انزعاجهم من المحتوى والخطاب المطوّل لترامب، حيث كان يتحدث بشكل مطوّل عن قضايا مثل التضخم والهجرة.

يعكس هذا التوجه في تراجع الحضور قلقاً أكبر حول إمكانية تأثر campaigning بنوع المحتوى الذي يقدمه القادة السياسيون. الأشخاص الذين غادروا لم يعبّروا فقط عن شعورهم بعدم الرغبة في الاستماع بل أيضاً عن الحاجة الملحة للعودة إلى التزاماتهم الشخصية، مثل انتظار الأطفال في السيارات. كانت النظرة العامة للحضور تمثل مزيجاً من الاهتمام والمشاعر المختلطة أثناء مراجعتهم لتوجهاتهم السياسية.

كما تم طرد عدد من الشبان الذين حاولوا التعبير عن آرائهم السياسية ملوحين بالأعلام بألوان سياسية محددة، مما يشير إلى وجود توترات داخل التجمع. وبدا أن خطاب ترامب لم يجذب الاهتمام المطلوب بين الحضور، خاصة لمن حاولوا تمثيل وجهات نظر سياسية بديلة. بحلول الساعة العاشرة مثلاً، لوحظ تجمع عدد كبير في المخرج وهو ما يدل على مدى عدم اكتراث بعض الحضور بالمحتوى المقدم.

شخصيات مختلفة بين الحضور أبدت مشاعر مختلطة؛ فبينما كانت هناك من يعتبر ترامب رمزاً للتغيير، كانت هناك أخريات يشعرن بالإحباط من عدم القدرة على تقديم رؤية سياسية أكثر وضوحاً. كان خطاب ترامب، في كثير من الأحيان، بعيدًا عن اهتمامات الأشخاص، وهو ما أدى إلى التعب والإحباط.

في نهاية المطاف، تشير التطورات في تجمعات ترامب إلى تحول في مزاج الناخبين، وكيف يمكن لكلمات قادة سياسيين التأثير على الحضور العام. الأسلوب المبالغ فيه الذي يتبعه ترامب، وجاذبيته السابقة، قد تواجه تحديات حقيقية، حيث إن الاستجابة تركزت على مدى استمرار هذا النوع من الكلام في جذب الناخبين في ظل تزايد الاستياء من المضمون.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.