قال برونو واترفيلد، مراسل صحيفة التايمز البريطانية في بروكسل، إن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تدعو أوروبا لإعادة فتح قنوات الحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد كوسيلة للتعامل مع “أزمة الهجرة غير النظامية” وإعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، الذي يبلغ عددهم حوالي مليون لاجئ. تركز ميلوني على أهمية معالجة قضايا الهجرة، وهو ما يجعلها بين الشخصيات البارزة في السياسات الأوروبية المعنية بالمهاجرين واللاجئين.

تعتزم ميلوني زيارة لبنان بعد قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة، حيث استطاعت إقناع بعض الدول بأن وجهة نظرها حول أزمة الهجرة تتطلب اتخاذ خطوات عاجلة. وعلى الرغم من أن الزيارة رسمياً تهدف إلى دعم الجنود الإيطاليين ضمن قوات حفظ السلام، إلا أن الهدف الحقيقي هو مناقشة قضايا اللاجئين مع القادة في المنطقة. يأتي ذلك في وقت حساس للغاية يتسم بتزايد الأزمات الإنسانية في المنطقة، مما يجعل الأمور أكثر تعقيدًا.

اقترحت ميلوني، على غرار توجهات العديد من دول الاتحاد الأوروبي، تعيين سفير إيطالي في دمشق، معتبرة أن هذه الخطوة تعتبر أساسية ضمن خطتها لإعادة اللاجئين السوريين. يعكس هذا التوجه الجديد ابتعادًا ملحوظًا عن النهج الإنساني التقليدي في التعامل مع قضايا الهجرة، ويعزز من دور رئيسة الوزراء الإيطالية في سياسة الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالهجرة.

يتزايد الشعور الأوروبي الملح للتعامل مع تحديات الهجرة في ظل زيادة التوترات في الشرق الأوسط، خاصة مع توسيع إسرائيل عملياتها ضد غزة والعمليات العسكرية في لبنان. هذه الأحداث المستمرة قد تؤدي إلى نزوح أعداد متزايدة من اللاجئين، مما ينذر بموجات هجرة جديدة إلى أوروبا. وقد تحدث التقرير عن القلق المتزايد لقادة أوروبا إزاء هذا التصعيد، ولا سيما في ضوء الأعداد الكبيرة من النازحين اللبنانيين.

خلال القمة الأخيرة، أكدت ميلوني على أولوية التعاون مع الأسد لضمان “العودة الآمنة والطوعية للاجئين”، وهذا يستند إلى محاولات من قبل الاتحاد الأوروبي لإعادة تقييم علاقاته مع دمشق، التي قد تعود جذورها إلى قطع العلاقات في عام 2011 بسبب أحداث الثورة السورية. هذا التغير في الموقف يعكس تحولًا كبيرًا في السياسات التي كان الاتحاد ملتزمًا بها سابقًا.

تتزايد قوة شخصية ميلوني في الساحة الأوروبية، خصوصًا في قضايا الهجرة، حيث دفعت مواقفها الأكثر تشددًا الاتحاد الأوروبي نحو اتخاذ خطوات حازمة جعلت من فكرة إنشاء معسكرات على الحدود الأوروبية لاحتجاز المهاجرين غير النظاميين أمرًا ممكنًا، بينما كان ذلك يعتبر سابقًا خارج نطاق التفكير. إن تزايد الدعم من مسؤولين مثل أورسولا فون دير لاين يدل على أن تأثير ميلوني في الاتحاد الأوروبي وفي وضع السياسات المتعلقة بالهجرة في طريقه إلى النمو والازدهار.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.