أوضح الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، الوضع الكارثي الذي تعاني منه المستشفى والمنظومة الصحية جرّاء الحرب الإسرائيلية المستمرة. وأشار إلى أن الحصار المفروض على شمال غزة يمنع إدخال الأدوية والوقود والمستلزمات الطبية الضرورية، مما يعرّض حياة الكثيرين للخطر. وبالإضافة إلى ذلك، تحدث عن الاستهداف المتعمد لسيارات الإسعاف، الأمر الذي يضاعف من الأعباء على طواقم المستشفى، حيث يعاني المركز من نقص حاد في الكوادر الطبية يصل إلى 60%.

يتعرض مستشفى كمال عدوان لظروف قاسية للغاية، إذ وصلت أعداد الشهداء والجرحى إلى أرقام مخيفة في ظل التصعيد الإسرائيلي. فقد استقبل المستشفى 250 شهيدًا و600 جريح، في وقتٍ يعاني فيه من عدم القدرة على استيعاب هذا العدد الهائل من المصابين. ووفقًا لتصريحات أبو صفية، يفتقر المستشفى إلى المستلزمات الأساسية ويضطر إلى إجراء القرارات الصعبة في اختيار من يتلقى العلاج، مما يضع الفرق الطبية في مواقف أخلاقية صعبة.

وأشار أبو صفية إلى أن المستشفى يعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، حيث لا توجد إمكانيات كافية لإجراء العمليات الجراحية. ويتطلب الوضع نقل بعض المرضى إلى مستشفيات أخرى في غزة، إلا أن تلك المستشفيات مليئة أيضاً وتواجه نفس التحديات. النقطة الأبرز هي فقدان العديد من التخصصات الطبية، مثل جراحة المخ والأعصاب، وجراحة الحروق والتجميل، مما يجعل الحاجة ملحّة لاستقدام أطباء مختصين.

تحدث أبو صفية عن عدد الغرف المتاحة في المستشفى، حيث لا توجد سوى ثلاث غرف عمليات، وهي غير كافية لمواجهة تدفق المرضى. وفي إطار الجهود الإنسانية، ناشد إدخال فرق طبية إلى القطاع، لكن العوائق التي يفرضها الاحتلال تعيق هذه الجهود. وتطرق في حديثه إلى كيفية التعامل مع الأعداد الكبيرة من الجرحى، حيث يتم تفضيل الحالات الأكثر خطورة في الوقت الحالي، مما يُعزز من الضغط النفسي على الطواقم الطبية.

وبالإضافة إلى الوضع الداخلي في المستشفى، انتقد أبو صفية ضعف الدعم من المنظمات الإنسانية الدولية، مشيرًا إلى أن حركة الصليب الأحمر لم تتدخل بشكل فعّال. في الوقت ذاته، أعرب عن تقديره لبعض الجهود التي بذلتها منظمة الصحة العالمية في تلبية بعض احتياجات المستشفى، مما يظهر بعض الأمل في إمكانية حصول المنظومة الصحية على مساعدة أكبر في المستقبل.

أمام هذا الوضع، يتضح أن نظام الصحة في شمال غزة يواجه واحدة من أصعب حِقَب العهد، حيث يتطلب الوضع تدخلات حقيقية من المجتمع الدولي لتقديم العون اللازم للسكان والكوادر الصحية. وتستمر المعاناة تحت وطأة الحصار والاعتداءات، مما يستدعي وضع خطة إنسانية أوضح لإعادة تشكيل النظام الصحي، إلى جانب تبني استراتيجيات جديدة لدعم الطواقم الطبية وتحسين قدرتها على التعامل مع الأزمات المتواصلة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.