في مقال بجريدة الغارديان البريطانية، وصف الصحفي مهدي حسن إسرائيل بأنها “الدولة المارقة”، واقترح اتخاذ خطوات جادة مثل طردها من الأمم المتحدة أو على الأقل تعليق مشاركتها في الجمعية العامة. وأكد حسن أن سلطة الأمم المتحدة تظل ضرورية في مواجهة الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل، مشيراً إلى أنه من غير المقبول على الإطلاق أن تعلن الدولة المارقة الحرب على هيئة دولية مثل الأمم المتحدة وتستمر في الإفلات من العقاب. يأتي هذا الوصف في سياق تصاعد التوترات والخلافات بين إسرائيل ومنظمات دولية مهمة، مما يعكس القلق المتزايد بشأن سلوك الدولة العبرية في الساحة الدولية.

بدورها، أكدت صحيفة ليبراسيون الفرنسية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتبنى سياسة تعتمد على القوة والتجريف فقط. ولخصت الصحيفة الوضع الراهن مشيرةً إلى أن هذه العقيدة دفعت نتنياهو إلى فتح حروب متعددة على سبع جبهات، بالإضافة إلى الهجمات المستمرة على الأمم المتحدة ومنظماتها. كما اتجهت إسرائيل نحو استهداف الصحفيين الفلسطينيين الذين يعدون المصدر الرئيس لنقل الأحداث والمعاناة في غزة إلى العالم الخارجي، مما يعكس تقويض حرية الإعلام وتجاهل الحقوق الإنسانية في المنطقة.

من جانبه، أشار الكاتب توماس فريدمان في صحيفة نيويورك تايمز إلى حاجة الولايات المتحدة إلى دبلوماسية قوية لإحداث تغيير سياسي واقتصادي في الشرق الأوسط نحو السلام والاستقرار. وأكد فريدمان على ضرورة التواصل الجاد مع كل من إيران وإسرائيل، محذراً من أن إيران بحاجة لمعرفة أنها معزولة وتتعرض للمراقبة. كما أشار إلى ضرورة أن تدرك إسرائيل أن استمرار وجودها كدولة يعتمد على تحسين سياساتها الداخلية ووقف حركة الاستيطان، وأن أميركا لن تكون قادرة على حمايتها بشكل دائم في ظل السياسات الحالية.

أما صحيفة وول ستريت جورنال، فقد رصدت التحذيرات الأميركية الأخيرة لإسرائيل بخصوص تحسين الوضع الإنساني في غزة، محذرة من أن عدم الامتثال قد يؤدي إلى قيود على مبيعات الأسلحة الأميركية لها. واعتبرت الصحيفة أن هذه الرسالة هي الأقوى منذ بداية الحرب في غزة، حيث نقلت عن محللين اعترافهم بأن النهج الإسرائيلي في التعامل مع الوضع في غزة قد يتعارض مع القوانين الأمريكية، مما يثير تساؤلات حول التزام الولايات المتحدة بموقفها التقليدي من دعم إسرائيل.

وعلى المستوى الإنساني، سلطت صحيفة فايننشال تايمز الضوء على الأوضاع الكارثية في غزة، حيث حذرت جماعات حقوق الإنسان من أن حصار شمال القطاع يجري على قدم وساق بهدف تجويع السكان ودفع حركة حماس إلى الاستسلام. وأكدت المديرة التنفيذية لمنظمة “غيشا” أنه يجب حماية الأشخاص المتبقين في الشمال بموجب قوانين حقوق الإنسان، مشيرةً إلى أن كانت معاملة هؤلاء كمقاتلين وانتزاع حقوقهم يعد انتهاكا صارخاً للقانون الدولي، الذي يجب أن تلتزم به إسرائيل في جميع الأحوال.

في السياق ذاته، نشر موقع ميديا بارت الفرنسي تحقيقاً من بيروت، تم من خلاله تناول الوضع الصعب الذي يواجهه موظفو الإغاثة بسبب الحرب الإسرائيلية على لبنان. وكشف التحقيق أنه قد لقي ما لا يقل عن 150 مسعفاً حتفهم جراء القصف الإسرائيلي، حيث أظهر بعض الشهادات أنهم يعتقدون أن الجيش الإسرائيلي يستهدفهم بشكل متعمد. وهذا يكشف النقاب عن حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها المواطنون والعاملون في مجال الإغاثة، مما يضفي بُعدًا آخر لأزمة إنسانية متفاقمة تدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء النزاع وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.