تمثل الساعات الأولى من الفجر في شهر أكتوبر منظرًا سرياليًا في العاصمة السعودية، حيث كانت السماء مليئة بمئات الطائرات التي اختارت المملكة كملاذ آمن في ظل التوترات الإقليمية. بينما كان على الأرض، شباب سعوديون في العقد الثاني من العمر يقضون لياليهم أمام الشاشات، محافظين على سلامة وصول المسافرين من خلال مهنتهم في المراقبة الجوية. تعتبر المراقبة الجوية السعودية من أقدم المهن في المملكة، حيث بدأت منذ 75 عامًا مع أول مراقب جوي سعودي في عام 1948.

تاريخ المهنة شهد تدريب العديد من الشباب السعوديين في الولايات المتحدة وأوروبا، قبل إعادة فتح معهد الملاحة الجوية في جدة عام 1988 وتحويله إلى الأكاديمية السعودية للطيران المدني في عام 2007. وفي عام 2014، تم تعريب المهنة بنسبة 100%، بينما تأسست شركة الملاحة الجوية السعودية في عام 2016 لرفع مستوى خدمات المراقبة الجوية. أما في عام 2019، شهدت المراقبة الجوية السعودية تخريج أول دفعة من المراقبات الجويات السعوديات.

تحتفل العالم بـ”اليوم العالمي للمراقب الجوي” في 20 أكتوبر من كل عام، حيث يتم تكريم أبطال المشاهد الحقيقيين الذي يعملون على ضمان سلامة السماء في كل لحظة حية. ويعد الشباب السعوديون في مجال المراقبة الجوية قدوة عالمية للكفاءة والعطاء، حيث يديرون واحدة من أهم مناطق التحكم الجوي في العالم ويسهمون في نجاح منظومة الطيران المدني السعودي.

الشباب السعوديون الذين يعملون في مجال المراقبة الجوية يمتازون بالانضباط والإخلاص لوطنهم، حيث يعتبرون أنفسهم رمزًا للفخر والإبداع في مجال الطيران. وبالرغم من الصعوبات والتحديات التي قد تواجههم يوميًا، إلا أنهم يستمرون في تقديم أعلى مستويات الخدمة والكفاءة للمسافرين الذين يعبرون سماء الوطن.

يعتبر العمل في مجال المراقبة الجوية تحديًا كبيرًا يتطلب الانتباه والتركيز الشديدين، حيث يضطلع المراقبون الجويون بمهمة الرقابة على حركة الطائرات وضمان عدم حدوث أي تصادم جوي. وبفضل جهودهم الدؤوبة واحترافيتهم، تمكنوا من جعل المملكة العربية السعودية من رمز عالمي في مجال الطيران والملاحة الجوية.

يستحق أبطال المراقبة الجوية السعودية كل التقدير والاحترام على تفانيهم في الحفاظ على سلامة السماء والمسافرين. فهم يمثلون الجيل الجديد الذي يواكب تطورات صناعة الطيران ويسهمون في رقي المملكة وتقدمها في هذا المجال الحيوي والحساس.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.