ومع استمرار التصعيد في المنطقة، تزداد حالة عدم الاستقرار في إسرائيل بشكل كبير، حيث يعبر الكثيرون عن قلقهم من مستقبل البلاد وتأثيرات النزاعات المستمرة على حياتهم اليومية. فقد أظهرت نتائج استطلاع رأي لصحيفة “معاريف” أن نسبة 49% فقط من الإسرائيليين يشعرون بالأمان في مكان وجودهم، وهذا يعكس حجم القلق والتوتر الحالي في المجتمع الإسرائيلي.

ومن جانبه، كشف استطلاع آخر لصحيفة “يديعوت أحرونوت” عن أن 20% من الإسرائيليين اليهود يفكرون في مغادرة إسرائيل في حال توفرت لديهم القدرة المالية، مما يعكس مدى القلق وعدم الارتياح بين بعض السكان تجاه الوضع السياسي والأمني في البلاد. وفي هذه الأوضاع، يعبر 67% من الإسرائيليين عن دعمهم لانهاء الحرب واعادة المحتجزين وعقد اتفاقية سلام إقليمية مع الدول العربية المعتدلة، في حين يعتبر 52.6% عودة المحتجزين القضية الأهم في هذا السياق.

كما يرى 42.4% من الإسرائيليين أن التوصل إلى صفقة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يعد أمرا ضروريا، حتى لو تضمن ذلك إطلاق سراح بعض المساجين الذين يعتبرهم بعضهم “مخربين”. وفي المقابل، يعتبر 15.8% فقط من الإسرائيليين أن تدمير بنية تحتية حماس هو القضية الأكثر إلحاحا، مما يعكس تنوع وجدلية الآراء داخل المجتمع الإسرائيلي بشأن الخيارات السياسية والعسكرية في الوقت الحالي.

وفي سياق الصراع الدائر بين إسرائيل والفلسطينيين، أظهر استطلاع “يديعوت أحرونوت” أن 59.9% من الإسرائيليين يرغبون في أن يحكم غزة نظام فلسطيني معتدل تحت إشراف دول عربية، بينما يفضل 40.1% ضم قطاع غزة إلى إسرائيل بعد الحرب. وفي ظل تصاعد العنف في المنطقة، ما زالت إسرائيل تشن غارات عنيفة على غزة ولبنان، مما أثار موجة من الدمار والخسائر البشرية على الجانبين.

ومنذ 23 سبتمبر الماضي، وسعت إسرائيل نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، لتشمل لبنان بشن غارات جوية طالت العاصمة بيروت، بالإضافة إلى عمليات توغل بري في الجنوب. وقد أسفرت الغارات الإسرائيلية في لبنان عن سقوط العديد من الضحايا والجرحى، بما في ذلك نساء وأطفال، وتسببت في نزوح عدد كبير من السكان، مع تواصل التصعيد بين الجانبين واستمرار تبادل الضربات والقصف.

وفي ظل هذه الأوضاع، يواصل حزب الله تنفيذ عملياته ضد إسرائيل بوسائل مختلفة من صواريخ وطائرات مسيرة وقذائف مدفعية، ما ينذر بتصاعد الصراع واستمرار العنف في المنطقة. وتواجه إسرائيل تحديات كبيرة في التعامل مع هذه الأوضاع، حيث يظهر تقارب بعض الآراء واختلافات كبيرة في اتجاهات السياسة الخارجية والمواجهة العسكرية، مما يعكس حجم التحديات التي تواجهها البلاد في الوقت الحالي.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.