نشر تقرير في مجلة “إيكونوميست” البريطانية أن روسيا تنفذ حملة تخريب منظمة، تشمل الحرائق المتعمدة والاغتيالات، تستهدف دول أوروبا وأميركا، بهدف ضرب الغرب وضغط حلف شمال الأطلسي (الناتو) دون التسبب بحربٍ مفتوحة. وكشف التقرير عن شواهد خطيرة لهذا التخريب، مشيراً إلى تصريحات كين ماكالوم، رئيس جهاز الأمن الداخلي البريطاني “إم آي 5″، الذي أكد على زيادة النشاطات التخريبية الخطيرة التي تنفذها الاستخبارات العسكرية الروسية، مما يدل على وجود مهمة مستمرة لإحداث الفوضى في الشوارع الأوروبية.

سلط التقرير الضوء على عدة أحداث في أماكن متفرقة، حيث نجح مرتزقة روسيا في طرد المنافسين الغربيين من عدة دول أفريقية، كما حاول القراصنة الروس عرقلة بولندا على الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية. أُشير إلى إلقاء القبض على مواطنين في ألمانيا للاشتباه بتخطيطهم لشن هجمات على أهداف عسكرية أميركية، بينما تم القبض أيضاً على شخص في بولندا يُعد لنقل معلومات استخباراتية. كما عملت بريطانيا على اتهام أشخاص مرتبطين بمجموعة فاغنر بالتخريب، واعتقلت فرنسا شخصاً روسياً بعد محاولته تصنيع قنبلة.

وواصل التقرير مناقشة الأحداث التخريبية، موضحًا أنه حتى عندما لا تلجأ روسيا للعنف المباشر، تقوم بتحريك الفوضى بوسائل أخرى، مثل الاعتقالات في دول البلطيق بسبب استفزازات منسوبة لروسيا، حيث تم السير على مسار معاداة السامية في فرنسا إثر تجسيد القوات الروسية لرموز مضادة في الشارع. إضافةً إلى ذلك، جرت محاولات روسية للاختراق الإلكتروني وخرق أنظمة التحكم لمحطات المياه في دول مختلفة.

تسليط الضوء كان أيضاً على الطريقة التي تؤثر بها روسيا على السياسة الخارجية الأميركية، حيث يُنظر إليها كأكبر تهديد للأمن الوطني الأميركي. أكدت أفريل هينز، مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، أن التدخل الروسي في الانتخابات ذات تأثير أكبر من أي دولة أخرى، مما يعكس استهداف الولايات المتحدة كخصم رئيسي. فالعمليات الروسية تمثل أسلوبا جديدا حيث أصبحت هذه العمليات هي السياسة الخارجية.

عودةً إلى الأساليب الروسية في التضليل، أشار التقرير إلى أن هذه الحملات ليست جديدة؛ إلا أن الجديد هو أن العمليات الخاصة التي كانت تدعم السياسة الخارجية سابقاً أصبحت تشكل سياستها الخارجية الحالية. ورغم إعلان روسيا في استراتيجيتها الجديدة عن رغبتها في تحسين العلاقات مع الغرب، إلا أن تقارير سرية أكدت إطلاق حملات عدائية ضد مجموعة من الدول غير الصديقة، يقودها الولايات المتحدة، تستهدف تقويض قوة خصومها في العديد من المجالات.

في الختام، يمكن القول إن التقرير يكشف عن تصوير دقيق للأنشطة الروسية التي تهدف إلى الفوضى والتخريب في الغرب، مركزاً على ضرورة معرفة العالم لهذه التحديات من أجل التعامل الفعّال مع هذه الاستراتيجيات العدائية المختلفة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.