بدأت قوات النظام السوري، يوم الاثنين الماضي، بإجراء تسويات جديدة للعناصر المنشقين عن قواتها في مدينة جاسم بريف محافظة درعا، جنوبي سوريا. الأشراف على هذه التسويات تم من قبل اللواء الثامن التابع لشعبة المخابرات العسكرية، وهو كيان تشكّل بدعم روسي عقب اتفاق التسوية في عام 2018. ومع ذلك، قدّر أحد المنشقين، “ج – ق”، أن هذه التسوية لم تختلف كثيرًا عن التسويات السابقة، إذ صرح بأنه كان من ضمن حوالي 50 منشقًا آخر قاموا بالتسوية، ولكنه وصف الشروط بأنها مستحيلة التطبيق.

من بين أبرز الشروط الواردة في التسوية الجديدة تسليم المنشقين أنفسهم بعد شهر من إجرائها، وهو شرط يعتبره المنشقون غير قابل للتطبيق، حيث يتوقعون مصيرًا سيئًا في حال تسليم أنفسهم، كالسجن والقتل. كما تم رفض شرط تسليم السلاح، الذي كان يهدف إلى إضعاف موقفهم، حيث أكد السكان أنه من غير الممكن التخلي عن السلاح الخفيف المسموح بحيازته. وأوضح قائد مجموعة محلية، “أ – ا”، أن هذه التسوية لا تمثل سوى فرصة للنظام لإثبات وجوده، مُشيرًا إلى استغلال الخلافات الشخصية في المدينة كذريعة لإجراء هذه التسويات القسرية.

مدينة جاسم تم اختيارها لإجراء هذه التسويات نظرًا لأهميتها كأحد أكبر مدن الريف الشمالي لمحافظة درعا، مع توقعات بامتداد هذه التسويات إلى مدن وبلدات أخرى لاحقًا. يشير المتابعون إلى أن مسار التسويات مشابه لما حدث في عام 2021, حيث شهدت درعا عمليات تسوية عقب صراع عسكري في درعا البلد نتج عنها اتفاق بين النظام وموفدي الأهالي. هذا النوع من السياسات يعكس استراتيجية النظام في السيطرة على المناطق التي شهدت انشقاقات وعدم استقرار.

في سياق آخر، شهدت محافظة القنيطرة السورية توغلات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث قامت بحفر أنفاق وبناء سواتر ترابية جديدة. هذه التوغلات تأتي بعد دخولها في عمق الأراضي السورية بالقرب من بلدة كودنة، حيث تسجل التوغلات وجود معدات ثقيلة تدعم هذه العمليات. كانت تقديرات تؤكد توغل القوات الإسرائيلية بمسافة تصل إلى 200 متر، وأقدمت على تجريف الأراضي بما فيها من أشجار.

الأجواء في المنطقة تشهد حالة من التوتر والاستنفار، حيث تضع السلطات العسكرية الإسرائيلية في اعتبارها أي عمليات تسلل، مستخدمة طائرات الاستطلاع لرصد الحركة في المنطقة. قوات الاحتلال قامت مؤخرًا بمصادرة عدد من الماعز من منطقة وادي الرقاد بسبب قربها من الحدود، مما يعكس الإجراءات القاسية التي تتبعها ضد السكان والمزارعين المحليين.

رغم جميع هذه الأنشطة العسكرية، يتجلى الهدوء من جانب الجيش السوري الذي يبدو غير مستجيب لهذه التحركات، مع تقارير محلية تشير إلى انسحاب بعض وحداته من مواقعها. استمرار هذا الوضع يعكس تدهور السيطرة الحكومية في المناطق المحيطة، مما يشكل تحدياً كبيراً للأمن والاستقرار في المنطقة، حيث يبقى المواطنون في انتظار موقف واضح من القوات النظامية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.