يعتبر محللان سياسيان أن ارتفاع عمليات إطلاق النار في الداخل الفلسطيني يعكس حالة من الإرباك لدى حكومة الاحتلال وأجهزتها الأمنية، حيث تستمر المقاومة الفلسطينية في استهداف مناطق جديدة داخل إسرائيل. وقد شهدت عملية إطلاق نار قرب مدينة أسدود جنوب إسرائيل مقتل شرطي إسرائيلي وإصابة 4 أشخاص آخرين بجروح خطيرة ومتوسطة. وتم قتل الجاني المسلح في موقع العملية، ووفقًا لتقارير القناة الإسرائيلية الرابعة فإن المنفذ ينحدر من قطاع غزة.

يؤكد الكاتب والباحث السياسي ساري عرابي على أن ارتفاع عدد عمليات إطلاق النار على الإسرائيليين يعكس فشل إسرائيل في عزل الفلسطينيين وعدم إقصاء دعمهم لقطاع غزة، رغم قوة القدرات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية. كما يشير إلى أن هذه العمليات تظهر استمرار الإرادة الفلسطينية في المقاومة والضربات الموجهة للكيان الإسرائيلي.

ويُثير هذا النوع من التطورات نقاشًا داخل إسرائيل حول السياسات العسكرية والأمنية، ولكن لا تزال هذه العمليات غير كافية لتغيير سياسة الحرب الإسرائيلية على غزة أو لبنان. يرى عرابي أن هذه العمليات تعكس الصراع بين الأطراف المختلفة، مع تحديات تزداد صعوبة للأجهزة الأمنية الإسرائيلية في توقع ومنع مثل هذه الهجمات.

ترى الشوبكي، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل، أن اختيار موقع عملية إطلاق النار في أسدود يحمل رسائل سياسية من المقاومة الفلسطينية، نظرًا لأهمية هذه المدينة الصناعية الكبيرة وكانت هدفًا سابقًا لصواريخ المقاومة. ويرى أن تنوع هذه العمليات يشكل تحديًا كبيرًا للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ويظهر حالة عدم الاستقرار بين المجتمع الإسرائيلي حول قدرة الحكومة على توفير الأمن.

أشار الشوبكي إلى أن إسرائيل اعتمدت مؤخرًا سياسات استباقية لأمنها، مما أسهم في تجزئة المناطق الفلسطينية واعتقال آلاف الفلسطينيين، وعلى الرغم من ذلك، فإن عمليات إطلاق النار ما زالت تحدث بشكل مستمر وتشكل تحديًا للأمن الإسرائيلي. ونظرًا للخلفيات الوطنية التي ترافق بعض العمليات، فإن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تجد صعوبة في التنبؤ بها ومعالجتها، مما يجعل الأمر يتسبب في عدم الاستقرار في المجتمع الإسرائيلي.

يأتي إطلاق النار في أسدود بعد استمرار حالة العنف والصراع في المنطقة، مما أسفر في الفترة الأخيرة عن وفيات وإصابات في المدن الإسرائيلية. وبالرغم من الجهود الحكومية والأمنية لضبط الأمن، إلا أن العمليات النضالية المستمرة تظهر صعوبة التنبؤ بمثل هذه الأحداث والتصدي لها بشكل فعال.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.