نشر ستيف ج. فرانتزمان، كبير مراسلي صحيفة “جيروزاليم بوست” ومحلل شؤون الشرق الأوسط، تقريرًا يسلط الضوء على الأنواع المختلفة من الطائرات المسيرة التي يستخدمها حزب الله اللبناني في صراعه مع إسرائيل. وتعكس أهمية الموضوع الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، حيث نفذ حزب الله هجومًا موسعًا بالطائرات المسيرة على مطعم داخل قاعدة عسكرية في بنيامينا بجنوب حيفا، مما أدى إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة آخرين بجروح خطيرة. يشير التقرير إلى أن هذه الهجمات باتت أكثر شدة، حيث استهدفت جماعات مسلحة أخرى، مثل الحوثيين، مدنًا إسرائيلية مثل تل أبيب ومدينة هرتسيليا.

يتناول التقرير الأنواع الأساسية للطائرات المسيرة المستخدمة من قبل حزب الله، بدءًا من مسيرات المراقبة التي يعتمد عليها الحزب لجمع المعلومات الاستخباراتية. يُظهر فرانتزمان أن الحزب يستخدم طائرات مسيرة تجارية، بالإضافة إلى مسيرات صغيرة تُستخدم في عمليات الاستطلاع والطيران فوق القواعد العسكرية الإسرائيلية. على الرغم من أن مدى هذه الطائرات غير معروف، إلا أن استخدامها في المراقبة يسهم في استراتيجيات العمليات العسكرية الضغط على إسرائيل بشكل متواصل.

من جانب آخر، يستعرض التقرير مفهوم استخدام الطائرات المسيرة كأدوات “كاميكازي”، وهو مفهوم جديد نسبيًا. يوضح فرانتزمان أن حزب الله قد عدّل هذه الطائرات لجعلها أكثر هجومية. إذ تُعتبر هذه الطائرات “ذخائر متسكعة” قادرة على التحليق والتسكع فوق هدف معين حتى تنفجر. ومع ذلك، يشير إلى أن الطائرات المستخدمة من قبل حزب الله لا تتمتع بكل التحسينات اللازمة لأداء هذه المهام، مما يدل على أن هذه الطائرات مبرمجة مسبقًا ولا تعتمد على توجيه بشري في الوقت الحقيقي.

تتضمن الطائرات المسيرة التي يتم استخدامها من قبل حزب الله العائلة المعروفة باسم “مرصاد”، والتي تعتمد على نماذج إيرانية مثل “أبابيل” و”مهاجر”. حيث يستطيع نموذج “مرصاد-1” حمل حتى 40 كجم من الذخائر، ويبلغ مداه حوالي 120 كم. يُظهر التقرير كيف أن حزب الله قد أجرى تحسينات على هذه الطائرات منذ عقود، مما يعكس التقدم في القدرات التكنولوجية ويزيد من فعالية الحزب في تنفيذ المهام الهجومية.

يناقش التقرير أيضًا طائرات “شاهد” الإيرانية، التي تمثل السلاح الأساسي الذي يستخدمه الحزب وحلفاؤه في نشر الرعب. تتسم هذه الطائرات بسهولة النقل والإطلاق، مما يجعلها مثالية للاستخدام في العمليات السريعة. وفي هذا السياق، يُشير فرانتزمان إلى أن هذه الطائرات قد تصدرت الأسلحة المستخدمة من قبل الجماعات المسلحة، إذ تتمتع بمدى طويل ومزايا عدة تجعلها فتاكة ومرعبة في ساحة المعركة.

في النهاية، يؤكد التقرير أن حزب الله يمتلك ترسانة متنوعة من الطائرات المسيرة، والتي قد تختلف في التصميم والقدرات. يُعتقد أن الحزب قد حصل على نماذج متقدمة قادرة على تحقيق أهدافها بطريقة فعالة. يُظهر هذا السياق كيف أن الصراع في المنطقة قد شهد تغيرات كبيرة في الطبيعة الاستراتيجية للحرب، مما يزيد من الحاجة إلى دراسة مدى تأثير هذه الطائرات المسيرة على الصراعات المستقبلية في الشرق الأوسط.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.