أدان الاتحاد الأوروبي استهداف إسرائيل لقوات حفظ السلام الأممية في لبنان (يونيفيل)، وفي حين انتقد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اتهام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمعاداة السامية، طالبت إسبانيا وأيرلندا دول الاتحاد بتعليق اتفاقية التجارة الحرة مع تل أبيب. وعبّر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك، عن “قلقهم البالغ” من هجمات الجيش الإسرائيلي على اليونيفيل، داعين إسرائيل إلى تقديم “توضيح عاجل” وتحقيق شامل بهذا الخصوص. وأشار البيان إلى أن الاتحاد الأوروبي يدين جميع الهجمات الإسرائيلية ضد البعثات الأممية، ويعرب عن بالغ قلقه إزاء الهجمات ضد قوات اليونيفيل التي تلعب دورا أساسيا في استقرار جنوب لبنان.
من جانبه، أدان وزير خارجية إسبانيا هجمات إسرائيل على قوات اليونيفيل، معتبرا أنها غير مقبولة وتنتهك قواعد الأمم المتحدة، وأكد على أن مثل هذه الهجمات تتعارض مع المعايير المتوقعة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. وقال وزير الخارجية الأيرلندي إن إسرائيل تعمل على تقويض الأمم المتحدة وقوات حفظ السلام التابعة لها. ودعت وزارة الخارجية السويسرية، الجيش الإسرائيلي إلى وقف جميع هجماته على اليونيفيل بشكل فوري، واحترام حرمة مرافق الأمم المتحدة، وحماية القانون الدولي.
من ناحية أخرى، رفض مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بشدة ما وصفها بالاتهامات غير المبررة ضد الأمين العام للأمم المتحدة بشأن معاداته السامية، مشيرا إلى أن القرار بشأن بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة يتخذه مجلس الأمن وليس الأمين العام. وأعرب بوريل عن غضبه إزاء المواقف المتضاربة للدول الأعضاء في الاتحاد تجاه الصراع المتنامي في الشرق الأوسط، مؤكدا على ضرورة التعاون والتصديق المشترك.
من جهته، حث رئيس الوزراء الإسباني الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على الاستجابة لطلب إسبانيا وأيرلندا بتعليق اتفاقية التجارة الحرة بين التكتل وإسرائيل، بسبب ارتكاب إسرائيل جرائم في غزة ولبنان. وشدد رئيس الوزراء الإسباني على ضرورة وقف غزو إسرائيل لغزة ولبنان، وأهمية منع تصدير الأسلحة إلى إسرائيل نظرا لاستمرارها في قصف المدنيين في غزة. وتجري إسبانيا وأيرلندا محادثات مع دول أخرى في الاتحاد الأوروبي لإجراء مراجعة لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل بسبب انتهاك تل أبيب لحقوق الإنسان.
وفي سياق متصل، واصلت إسرائيل حملتها الإبادة الجماعية في غزة، وأعلنت عن وفاة وإصابة العديد من الفلسطينيين جراء الهجمات العنيفة والمستمرة. ومنذ أشهر، تواصل إسرائيل سياستها العدوانية ضد الفلسطينيين وتجاهل قرارات المجتمع الدولي والأمم المتحدة بوقف العنف والاعتداءات. وتمتد حملة الإبادة الجماعية إلى لبنان مؤخرا، بتوجيه غارات جوية عنيفة تجاه المدنيين والبنى التحتية. وتستمر المجزرة الإسرائيلية في غزة ولبنان بمساندة أميركية كبيرة، مما يزيد من عدد الضحايا والجرحى ويتسبب في دمار هائل ومأساة إنسانية تطال الأطفال والمسنين. وتواصل إسرائيل تجاهل القرارات الدولية التي تدعو لوقف العنف وتحسين الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع.