في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بثت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، مقاطع فيديو توثق عملية معقدة نفذتها ضد القوات الإسرائيلية شرق معسكر جباليا في قطاع غزة. تضمن الفيديو تصوير الكمين المحكم الذي تم التخطيط له بعناية، حيث قامت عناصر القسام بتقسيم العملية إلى ثلاث مجموعات رئيسية: مجموعة للإسناد وتثبيت الهدف، مجموعة للإطباق على الهدف، ومجموعة لقطع النجدات. هذا التنسيق أسهم في تعزيز فعالية الهجوم والمفاجأة.
عُرض في الفيديو أيضًا كيفية تخطيط عناصر القسام لتوزيع الأدوار واستخدام أسلحة متنوعة، حيث تم تحديد دور رامي الدروع وقاذف الشواظ وقاذف العبوة الرعدية. كذلك، قام بعض العناصر بتحضير عبوات متفجرة لاستهداف أي قوات نجدة قد تصل بعد الهجوم. هذه الإجراءات المسبقة تعكس مستوى التحضير والتخطيط العميق الذي تمتاز به كتائب القسام في تنفيذ العمليات العسكرية.
من الملفت للنظر في الفيديو هو ظهور أحد العناصر وهو يتصفح كتابًا لمحمود الزهار بعنوان “العصف المأكول”، مما يدل على أن الجوانب الثقافية لم تُغفل حتى في أوقات النزاع والمواجهة، وهو ما يعكس مستوى الالتزام الفكري والسياسي لعناصر القسام. هذا المزج بين الثقافة والفعل العسكري يمكن أن يُعد عنصرًا مثيرًا للاهتمام في سياق الصراع.
وجه أحد عناصر القسام رسالة مباشرة لوزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، مازحًا إياه بـ”الحقير”، ومذكّراً بحديثه قبل بدء المعركة حين قال إن حماس ستواجه هزيمة. هذا النوع من الرسائل يعكس الحالة المعنوية العالية لعناصر الحركة وثقتهم في قدرتهم على مواجهة الاحتلال، مؤكدين على مسارهم وحقهم في الأرض الفلسطينية.
كما وثّق الفيديو لحظة مرور دبابات “ميركافا” الإسرائيلية، حيث انتظر المقاتلون حتى مرور سيارات الجيب قبل تفجير العبوات المزروعة. هذا التكتيك الدقيق يظهر مستوى التدريب والاحترافية التي تتمتع بها كتائب القسام في تنفيذ الكمائن، مما يجعلهم خصمًا قويًا في ساحة المعركة. تم استخدام قذائف متنوعة لشديد إلحاق الأذى بالجنود الذين كانوا مختبئين خلف السيارات.
أخيرًا، يُظهر الفيديو أيضًا طائرات الاحتلال وهي تنقل القتلى والجرحى، مما يعكس عنف المواجهات وطبيعة الصراع القائم. هذه الصور قد تثير مشاعر متباينة لدى المشاهدين، وتعكس حدة الصراع المستمر والأثر المدمر الذي يخلفه على الجانبين. إن العمليات العسكرية من هذا النوع ليست مجرد مواجهات عابرة، بل تعكس الصراع المعقد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتأثيره على الأفراد والمجتمعات في المنطقة.