أفادت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن الهجوم الذي نفذه حزب الله بواسطة طائرة مسيرة بالقرب من مدينة بنيامينا يعكس استراتيجية إيران لتعزيز قدرات وكلائها في المنطقة، كما يثير قلقاً بشأن فعالية أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في مواجهة تهديدات الطائرات المسيرة. ورغم أن نظام القبة الحديدية الإسرائيلي يُعتبر فعالاً في مواجهة الصواريخ، إلا أنه يواجه تحديات كبيرة في كشف واعتراض الطائرات المسيرة الصغيرة، مثل مرصاد-1 المستخدمة في الهجوم، مما يفتح الباب لشكل جديد من التهديدات في الساحة العسكرية.

الهجوم الذي أسفر عن إصابة 67 شخصاً يعد دليلاً على التهديد المتزايد الذي تمثله الطائرات المسيرة في النزاعات الحديثة. وأشارت الصحيفة إلى أن مرصاد-1، وهي نموذج تم تصميمه في إيران، تم استخدامها من قبل حزب الله منذ أكثر من عقدين. وقد رصد خبراء من مركز أبحاث ألما أن هذه الطائرة مبنية على نموذج مهاجر-2 الإيراني، مع بعض التعديلات، وتستطيع تحمل عبء يصل إلى 40 كيلوغرام من المتفجرات، وتحقق سرعة قصوى تصل إلى 370 كيلومتراً في الساعة.

في الهجوم على بنيامينا، استخدم حزب الله تكتيكاً معقداً شمل إطلاق عدة مسيرات تحت غطاء من النيران الصاروخية. هذا الأسلوب يهدف إلى إرهاق أنظمة الدفاع الإسرائيلي، وقد نجحت إحدى المسيرات في تجاوز الدفاعات واستهداف المنطقة المذكورة، مما يعد انتهاكاً كبيراً لسلسلة الدفاعات الجوية الإسرائيلية. وقد بدأ الجيش الإسرائيلي تحقيقاً في أسباب عدم صدور إنذارات رغم كون هذه ليست المرة الأولى التي تتسلل فيها طائرات مرصاد-1 عبر وسائل الدفاع.

تعتبر الصحيفة أن استخدام حزب الله للطائرات المسيرة هو جزء من استراتيجية أوسع لإيران لتعزيز قدرات أذرعها العسكرية في المنطقة. وحسب مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، فإن حزب الله قد أدخل المسيرات إلى ترسانته لتكملة قدراته الصاروخية، حيث تتمتع هذه الطائرات بالقدرة على تنفيذ هجمات دقيقة في العمق الإسرائيلي مع تقليل المخاطر المحتملة على عناصر الحزب.

استعرضت الصحيفة أيضاً أن مرصاد-1 ليست سوى واحدة من بين مجموعة متنوعة من الطائرات المسيرة التي يمتلكها حزب الله، والتي تتضمن نماذج إيرانية وأخرى مستوحاة من نماذج تجارية. يتم استخدام هذه الطائرات لأغراض متعددة مثل الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخبارية والعمليات الانتحارية. وحسب التقارير الواردة من مركز أبحاث ألما، فإن حزب الله يمتلك أكثر من ألفي طائرة مسيرة، مع تقديرات تشير إلى امتلاكه نماذج أكثر تقدماً مثل مهاجر-4 وشاهد.

إن تصاعد استخدام الطائرات المسيرة وبخاصة من قبل فصائل مثل حزب الله، بالإضافة إلى التحديات التي تثيرها على الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية، يبرز تحولاً كبيراً في القتال الحديث. هذا الأمر قد يؤدي إلى إعادة تقييم استراتيجيات الدفاع والأمن في إسرائيل، مما يجعل السؤال عن كيفية التعامل مع هذه التهديدات أكثر إلحاحاً في ظل التفكير في المخاطر المستقبلية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.