سوق “مجنة” كان ملتقى لحجاج قافلات العرب ومرحلة مهمة في رحلتهم قبل دخولهم مكة المكرمة. وتنوعت التفسيرات لأصل تسمية السوق، حيث اقترح الأديب ياقوت الحموي أن “مجنة” يأتي من كلمة “الستر والاخفاء”، وكانت تكثر فيه الجن. كانت المجنة تعتبر واحدة من أشهر الأسواق في الجاهلية وعهد صدر الإسلام.
ووفقًا لشهود أثرية وكتب تاريخية، كانت سوق “مجنة” تعد مركزًا للتجارة والفنون والألعاب الرياضية مثل الفروسية والمبارزة. كما كانت تُستخدم للخطابة والدعوة للإسلام، حيث زارها النبي محمد صلى الله عليه وسلم لدعوة القبائل العربية إلى الإسلام. وكان العرب يتوجهون إلى مجنة بعد زيارة سوق “عكاظ” في ذي القعدة، ثم ينتقلون إلى سوق “ذي المجاز” لقضاء الأيام الأولى من ذي الحجة، قبل أن يتجهون إلى عرفة لأداء مناسك الحج.
قام الكاتب عبد الله بن محمد الشايع بالبحث في كتبه عن سوق “مجنة” لفهم موقعه وأهميته كواحد من أبرز الأسواق القديمة التي كانت تعقد خلال فترة الحج. وتقع سوق “مجنة” بـ “مر الظهران” بالقرب من جبل الأصفر بأسفل مكة المكرمة. وهي كانت تستقطب الحجاج والتجار العرب الذين كانوا يطوفون بين أكثر من سوق خلال مواسم الحج.
تسمّى سوق “مجنة” بمجدٍ للعديد من النشاطات الاجتماعية والاقتصادية والدينية التي جذبت الحجاج والتجار العرب. وكانت ملاذًا للخطابة والدعوة للإسلام، حيث كانت القبائل العربية تجتمع في هذا السوق للاستماع إلى رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ويعتبر سوق “مجنة” أحدث قصة العرب ومكة المكرمة، حيث كانت تعتبر محطة رئيسية في رحلة الحجاج والتجار القادمين من جميع أنحاء العربية.
بشكل عام، كانت سوق “مجنة” تُعتبر مركزًا حيويًا في العصور الإسلامية الأولى، حيث كانت تشهد ازدهارًا اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، جذب العديد من الحجاج والتجار والمسافرين. ويعكس تاريخ هذا السوق الأهمية الكبيرة التي كانت تحظى بها في تلك الفترة، ويعكس تماسك المجتمع العربي وتنوع ثقافته وتواصله الاجتماعي في تلك الفترة الزمنية. وبمرور الوقت، تركت سوق “مجنة” بصمة قوية في تاريخ المنطقة وأهلها، حيث استمرت كذكرى وموقع أثري مهم في الحضارة الإسلامية.