رغم أن كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية، قد حققت بعض التحسينات في مكانة حزبها بين الناخبين السود منذ انسحاب الرئيس بايدن من السباق، إلا أن نسبة تأييدها لا تزال أقل من تلك التي حصل عليها بايدن في انتخابات 2020. وأشار استطلاع رأي أجرته صحيفة “نيويورك تايمز” وكلية سيينا إلى أن حوالي 80% من الناخبين السود عبروا عن نيتهم التصويت لهاريس، بينما كانت نسبة تأييد بايدن قبل انسحابه تبلغ 74%. وباستناد إلى هذه الأرقام، أوضح تحليل أن هاريس تواجه تحدياً كبيراً في الحفاظ على الدعم الضروري من الناخبين السود، الذي يعتبر حيوياً في الانتخابات القادمة.

في ظل هذا المشهد الانتخابي، يعتمد الديمقراطيون بشكل كبير على دعم الناخبين السود، الذين تتزايد رغبتهم في انتخاب أول امرأة سوداء لرئاسة البلاد. لكن هذه الرغبة تترافق مع الغضب الناتج عن تصريحات الرئيس السابق ترامب، الذي أطلق تعليقات عدائية ضد هاريس تتعلق بجنسيتها وعرقها. وقد حصل ترامب على انتقادات لاذعة بسبب مواقفه المثيرة للجدل، ما يُظهر أن قضايا الهوية العرقية لا تزال تلعب دوراً مهماً في السياسة الأميركية الحالية.

تجدر الإشارة إلى أن ترامب قد استخدم خلفية هاريس العرقية كوسيلة للتهكم، مشككًا في هويتها السوداء. فقد قال في أحد اللقاءات إنه لم يكن يعلم مطلقاً أن هاريس “سوداء”، مما أثار ردود فعل قوية من الصحفيين والجمهور. من جهتها، ردت هاريس على هذه التصريحات بتأكيدها على ضرورة احترام الاختلافات والهوية، مشيرة إلى أن الشعب الأميركي يستحق قيادة تتميز بالصدق بدلاً من التقسيم وعدم الاحترام.

وسط هذه الأجواء، تسعى حملة هاريس إلى استعادة ثقة الناخبين السود، لكن يبدو أن ترامب قد بدأ في جذب بعض من هذا الدعم، خاصةً فيما يتعلق بالناخبين السود من الرجال. وعبر استطلاع حديث عن رأي 15% من الناخبين السود المحتملين الذين أعربوا عن نيتهم التصويت لترامب، مما يمثل زيادة ملحوظة مقارنة بالانتخابات السابقة. ويدل هذا على تآكل الدعم التقليدي الذي كان حصرياً للديمقراطيين.

علاوة على ذلك، تشير الأرقام إلى أن هناك اعتقاداً متزايداً لدى الناخبين السود بأن الجمهوريين قد يكونون أكثر وفاءً بوعودهم مقارنة بالديمقراطيين. لا سيما أن نسبة 40% من الناخبين الأميركيين من أصل أفريقي تحت سن الثلاثين أبدوا موافقتهم على هذا الاعتقاد. هذا التطور يمثل علامة تحذيرية للديمقراطيين حول أهمية الوفاء بالوعود الانتخابية وضرورة تعزيز الثقة داخل المجتمع السوداني.

في النهاية، يتضح أن الطريق نحو الانتخابات الرئاسية المقبلة سيكون مفعماً بالتحديات لكل من هاريس والديمقراطيين. فبينما يسعون للحفاظ على الدعم الأساسي من الناخبين السود، يتعين عليهم أيضاً التعامل مع التحولات في هذا الدعم والضغط المتزايد من حملة ترامب. يجب أن تركز الحملة على استعادة الثقة والمصداقية بين الناخبين السود لضمان نجاحهم في الانتخابات القادمة، إذ أن ذلك يعتبر أمراً بالغ الأهمية في تحقيق الفوز في الولايات المتأرجحة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.