تستعد شركات صناعة السيارات الأوروبية لإطلاق العديد من السيارات الكهربائية الميسورة التكلفة في العام المقبل مع استعدادها لمواجهة “شتاء سيارات الكهرباء” الذي سينجم عن أهداف انبعاثات الكربون الصارمة الجديدة في الاتحاد الأوروبي والمنافسة الشديدة من الصين. وقبل المعرض الدولي للسيارات في باريس هذا الأسبوع، تركز الشركات الأوروبية الكبيرة، التي تأثرت أيضًا بتراجع الطلب، على استعادة حصتها السوقية المفقودة من خلال إطلاق سيارات جديدة.
ويقول المدير التنفيذي لرينو، لوكا دي ميو، إنهم هنا من أجل المنافسة وأنهم يواجهون تحديات كثيرة، ولكنهم يرون الكثير من الإمكانيات. وعلى الرغم من أن رينو هي الشركة الأوروبية الرئيسية الوحيدة التي لم تصدر تحذيرات ربحية مؤخرًا، إلا أن فولكسفاغن، ستيلانتيس، بي إم دبليو ومرسيدس بنز قد خفضت توقعات أرباحها بسبب المشاكل التي تواجهها من جهات متعددة.
ومن المتوقع أن تزداد الضغوط على الصناعة العام المقبل عندما تدخل الأهداف الجديدة لانبعاثات الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ. حيث يتعين على شركات صناعة السيارات خفض انبعاثات الكربون من أساطيلها، من خلال زيادة نسبة السيارات الكهربائية والهجينة، أو موجبات بسبب الأموال الكبيرة.
ومن المعلوم أن بعض الشركات الصانعة للسيارات، باستثناء ستيلانتيس، طالبت بتخفيف الأهداف أو تأجيلها، لتجنب الغرامات التي يمكن أن تصل إلى ما يصل إلى 51 مليار يورو بحلول عام 2030. ويقول خبراء أن تحقيق الأهداف سيكون أصعب بسبب تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية مؤخرًا في ظل توجه المستهلكين للتكاليف الأقل وقصر الدعم المالي في أسواق كبيرة مثل ألمانيا.
ومن المعلوم أن شركات السيارات الأوروبية، على الرغم من أنها ستكون مضغوطة لبيع السيارات الأرخص سعرًا في عام 2025، تركز على محور السوق الأغلى هذا العام، مما يجعلها أقل قدرة على المنافسة مع شركات مثل بي واي دي وإكسبنج في الصين التي تبلغ تكلفتها حوالي 20،000 يورو لبعض النماذج، وهو حوالي نصف المتوسط سعر السيارة الكهربائية في أوروبا.
وأشار باحثون إلى أن تحقيق الأهداف ممكن إذا اشترت شركات السيارات أرصدة الانبعاثات من مجموعات منافسة تبيع سيارات أنظف. ولكن تكلفة القيام بذلك لشركات مثل فولكسفاغن وفورد، التي هما الأكثر تأخرًا في تحقيق الأهداف، من المحتمل أن تؤثر سلبًا على ربحيتهم. وقد حذر المدير التنفيذي لرونو، في معرض للسيارات، من أنه “ربما عليها أن تدفع غرامات أوروبية العام المقبل، وهو أمر غريب تمامًا”.
