حمّل المفكر الفلسطيني منير شفيق الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، المسؤولية عن الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون منذ أكثر من عام. في حديثه خلال مؤتمر دولي بعنوان “فلسطين الحرة” في إسطنبول، اعتبر شفيق أن الفلسطينيين حققوا تقدماً ملحوظاً في المعركة السياسية والأخلاقية على الساحة الدولية، إذ أشار إلى أن الرأي العام العالمي يميل لصالح الفلسطينيين.
شفيق أكد أن العديد من دول العالم اتجهت نحو دعم القضية الفلسطينية من خلال تنظيم المظاهرات والاحتجاجات ضد الإبادة الإسرائيلية، وأن هناك ارتفاعاً في عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين ليصل العدد إلى 149 دولة. وقد أثنى على القرارات التي اتخذتها بعض البلدان، مثل إسبانيا والنرويج، في الاعتراف بفلسطين، بالإضافة إلى قطع بعض الدول علاقتها مع إسرائيل، مثل نيكاراغوا وكولومبيا.
منير شفيق رأى أن موقف الدول الغربية والولايات المتحدة متوقع، جراء ارتباط هذه الدول بالصهيونية، حيث اعتبر أن المشروع الصهيوني نتاج الدعم الأمريكي والغربي. وقطع بالقول: “إن تاريخ الدول الغربية مليء بدعم الإبادات”، موضحًا أنه في السابق كانت الولايات المتحدة وأوروبا تدعم إبادات هنود الحمر والأفارقة، مما يعكس استمرار هذه السياسة في دعم الإبادة الإسرائيلية.
في حديثه عن الوضع في غزة، شدد شفيق على أن ما حدث هناك يكشف مدى زيف ادعاءات الصهاينة، مؤكداً أن فلسطين تعود للفلسطينيين وأن وجود الدولة الفلسطينية هو شرعية تاريخية وقانونية. وقد اعتبر أن المقاومة الفلسطينية هي حق مشروع، سواء من الناحية القانونية أو التاريخية، ضد الاحتلال الصهيوني الذي يسعى إلى طرد الشعب الفلسطيني من وطنه.
بتناول سبل مواجهة الاحتلال، أعرب شفيق عن اعتقاده بأن إسرائيل لن تستطيع تحقيق أهدافها في ضم الضفة الغربية والقدس من دون انتصار عسكري في حرب الإبادة الجارية. ومع ذلك، استبعد إمكانية انتصار إسرائيل، موضحًا أن المقاومة الفلسطينية واللبنانية في المحور المقاوم ستخرج منتصرة في النهاية. كما اعتبر أن نتائج هذه الحرب هي التي ستحدد مستقبل الواقع في المنطقة.
وفي ختام حديثه، أكد شفيق على حق الفلسطينيين الكامل في كافة أراضي فلسطين، واعتبر فكرة وجود دولة فلسطينية صغيرة هزيلة. مشددًا على أن ما يقوم به الصهاينة هو احتلال غير شرعي، جاء عنوة وخرقًا للقانون الدولي. وختم بالتأكيد على أن التغيرات القادمة ستؤدي إلى انتصار المقاومة، مع الإشارة إلى دور حزب الله في هذا السياق، خاصة بعد الأوضاع الكارثية التي خلفتها الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة بمساعدة الدعم الأمريكي.