شهدت اليوم مناطق متفرقة في الضفة الغربية المحتلة سلسلة من الاعتداءات التي نفذها مستوطنون إسرائيليون على المزارعين الفلسطينيين، حيث استهدفت الاعتداءات تحطيم أشجار الزيتون ومهاجمة المزارعين ومنعهم من جني المحصول. تركزت الاعتداءات في مناطق شرق مدينة رام الله وجنوب نابلس وشمال سلفيت. هاجم مستوطنون من مستوطنة “يش كودش” المزارعين أثناء قيامهم بقطف الزيتون في القرى الفلسطينية، مما أجبرهم على مغادرة المكان.
أدى هذا الهجوم إلى تهديد الموسم الزراعي لهذا العام، حيث أقام جيش الاحتلال حواجز لمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم تحت ذريعة “أسباب أمنية”. وتعرضت قرى أخرى في الضفة الغربية مثل ياسوف والمغير وترمسعيا لاعتداءات مماثلة من قبل المستوطنين. وتم قطع 10 أشجار زيتون مثمرة في قرية ياسوف من قبل مستوطنين من مستوطنة “تفّوح”.
وتشير التقارير إلى أن الاعتداءات على المزارعين الفلسطينيين وحقولهم تزايدت بشكل ملحوظ خلال موسم قطف الزيتون. تقدر الإحصائيات الفلسطينية بأن تم تدمير نحو 278 ألف شجرة زيتون منذ عام 2012 بسبب الاعتداءات الإسرائيلية والمستوطنين. وتتوقع وزارة الزراعة الفلسطينية عدم تمكن المزارعين من الوصول إلى 80 ألف دونم من الأراضي المزروعة بالزيتون هذا العام نتيجة هجمات جيش الاحتلال والمستوطنين.
وكان موسم 2023 صعبًا على المزارعين الفلسطينيين بسبب تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتفاقم الاعتداءات في الضفة الغربية. حيث أدت القيود على الحركة والعنف من المستوطنين وجيش الاحتلال إلى صعوبات كبيرة للمزارعين الفلسطينيين خلال موسم الزيتون لهذا العام.
تأتي هذه الاعتداءات في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة العديد من الفلسطينيين، إضافة إلى التوسع في العمليات العسكرية في الضفة الغربية. تحمل هذه الاعتداءات تبعات كبيرة على الاقتصاد والزراعة في المناطق الفلسطينية، مما يهدد بتفاقم الخسائر الاقتصادية.
يرى العديد أن هذه الاعتداءات تأتي في إطار سياسة الاستيطان الإسرائيلي غير الشرعي، وتهديدات الأمن التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على المزارعين الفلسطينيين. ينبغي على المجتمع الدولي التدخل لإنهاء هذه الانتهاكات وحماية حقوق المزارعين وحقوق الإنسان الفلسطينيين عمومًا.